فتحت السلطات الروسية تحقيقاً جنائياً موسعاً بعد وقوع جريمة قتل بشعة راح ضحيتها رجل في الأربعينيات من عمره، في منطقة ييسينتوكي التابعة لإقليم ستافروبول، وسط معطيات أولية تفيد بتورط أربعة طلاب مغاربة يدرسون في روسيا، وبأن العملية كانت نتيجة “طلب قتل مأجور” تم عبر شبكة الإنترنت المظلمة المعروفة بـ”الدارك ويب”.
ووفق ما كشفت عنه التحقيقات الأولية، فإن الضحية، البالغ من العمر 44 عاماً، تعرض لهجوم عنيف خلال ليلة 26 إلى 27 ماي، حين طُعن وضُرب مراراً بمضرب بيسبول في أماكن متفرقة من جسده، مما أدى إلى وفاته في مسرح الجريمة قبل وصول فرق الإسعاف.
المشتبه فيهم، وهم طلبة ينتمون إلى معهد للعلوم الطبية والصيدلانية في مدينة بياتيغورسك، أفادوا أثناء استجوابهم أنهم نفذوا العملية استجابة لعرض قُدم إليهم عبر إحدى المنصات السرية على الدارك ويب، من طرف مجهولين طلبوا “تصفية” شخص يُعتقد أنه متورط في أنشطة إجرامية متعلقة بترويج المخدرات.
وقد سارعت الشرطة الروسية إلى توقيف المعنيين بعد وقت وجيز من وقوع الجريمة، وتم وضعهم قيد الحبس الاحتياطي بأمر من النيابة العامة، بينما تتواصل التحقيقات الأمنية لتحديد ملابسات القضية والجهة التي تقف خلف تكليفهم بالمهمة.
وتعيد هذه الجريمة تسليط الضوء على الخطر المتنامي لشبكات الإنترنت المظلمة، التي تحولت إلى فضاء آمن للجريمة المنظمة العابرة للحدود، حيث يجري تداول عمليات التصفية، وتجنيد المنفذين من خلف شاشات مجهولة الهوية.
وتعيش مدينة بياتيغورسك حالة من الذهول بعد اكتشاف أن الطلبة الأربعة قدموا مؤخراً من المغرب بغرض استكمال دراساتهم في مجالات الطب والصيدلة، فيما لم تسجل ضدهم أي سوابق جنائية أو مؤشرات سلوكية مقلقة في السابق، ما يزيد من تعقيد فهم دوافعهم الحقيقية.
ويُنتظر أن تشهد القضية تطورات جديدة خلال الأيام المقبلة، مع سعي المحققين لتفكيك خلفيات هذه العملية ومدى ارتباطها بشبكات أوسع تتخذ من الإنترنت المظلم واجهة لنشاطها الإجرامي.