في مشهد سياسي استثنائي يكشف عن انقسام المواقف داخل الاتحاد الأوروبي، اختارت إسبانيا الخروج عن نغمة الحذر والدبلوماسية الرمادية، لترفع صوتها عاليًا في وجه آلة القتل الإسرائيلية التي لا تتوقف عن حصد أرواح المدنيين في قطاع غزة.
وزير الخارجية الإسباني، خوسيه مانويل ألباريس، لم يكتف هذه المرة بتصريحات باهتة، بل وصف ما يجري في غزة بأنه “مدمّر وغير إنساني إلى أبعد الحدود”، مؤكداً أن “فلسطين تنزف أمام أعيننا”، في إدانة مباشرة للعدوان المتصاعد الذي خلّف مئات القتلى والجرحى خلال الساعات الأخيرة فقط.
تصريح ألباريس جاء متزامنًا مع تحذير رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، الذي دعا من قلب القمة العربية في بغداد، إلى التوقف الفوري عن تجاهل المجازر المتواصلة في القطاع المحاصر، مؤكداً أن السلام لن يتحقق ما لم يتم الاعتراف بحق الفلسطينيين في دولة مستقلة آمنة.
هذه المواقف الإسبانية جاءت في ظل استمرار العملية البرية التي أطلقها الجيش الإسرائيلي داخل قطاع غزة، في إطار ما يسمى بـ”عملية عربات جدعون”، وسط دعم أمريكي لا محدود، وسكوت دولي وصفه مراقبون بـ”المخزي”.
العدوان الإسرائيلي المتواصل منذ 7 أكتوبر 2023، أسفر عن أرقام صادمة: أكثر من 174 ألف فلسطيني بين قتيل وجريح، غالبية الضحايا من الأطفال والنساء، إضافة إلى 11 ألف مفقود، ونزوح مئات الآلاف من المدنيين داخل القطاع الذي يرزح تحت حصار خانق.