في مشهد يعيد إلى الواجهة إشكالية الحماية القانونية لمهنة الصحافة بالمغرب، تعرض عدد من الصحافيين بمدينة طنجة لاعتداء موثق أثناء قيامهم بواجبهم المهني في تغطية اندلاع حريق مهول بالمنطقة الصناعية “طنجة تيك” يوم أمس الثلاثاء 13 ماي 2025.
الواقعة، التي أثارت استياء واسعاً، تورّطت فيها عناصر تابعة لشركة أمن خاص، أقدمت – حسب شريط فيديو تم تداوله – على اعتراض سبيل الصحافيين ومنعهم بعنف من التصوير، مع تهديدهم بسحب معداتهم، رغم تواجدهم في فضاء مفتوح لا يخضع لأي حظر قانوني على التصوير أو التغطية الإعلامية.
الصحافيون الثلاثة، من بينهم رميساء بن راشد، مراسلة قناة “شوف تيفي”، ومحمد سعيد الشنتوف من موقع “طنجة نيوز”، وجدوا أنفسهم عرضة لسلوك غير مبرر، يعكس تجاهلاً تامًا لدور الصحافة في نقل المعلومة وتنوير الرأي العام، وغيابًا واضحًا لثقافة احترام الحريات داخل بعض الأجهزة الأمنية الخاصة.
هذه الحادثة لم تمر دون ردّ، إذ عبر فرع النقابة الوطنية للصحافة المغربية بطنجة عن رفضه القاطع لما وصفه بـ”التمادي في استهداف الصحافيين”، مؤكداً تضامنه مع المتضررين وداعيًا إلى محاسبة المتورطين، واتخاذ خطوات حازمة للحد من مثل هذه التصرفات التي باتت تتكرر في مواقع متعددة.
وإذ يطالب الجسم الصحفي بتدخل عاجل من الجهات الوصية، فإن هذه الواقعة تسلط الضوء مجدداً على الخلل في ضبط تدخلات شركات الأمن الخاص، وعلى الحاجة إلى تعزيز الضمانات القانونية لتمكين الصحافيين من أداء مهامهم بعيداً عن التهديد أو الترهيب.