كاب24
قال الدكتور محمد الزوهري، أستاذ الإعلام والتواصل بكلية الآداب سايس، في تدوينته الأخيرة نشرها على حائطه بالفيسبوك: “لا يمكن أن تمر جريمة أرفود في صمت، ولا يمكن أن نظل كل مرة مستكينين أمام هذه الجرائم المتلاحقة التي تستهدف أسرة التربية والتعليم على امتداد هذا الوطن.”
وسلط الدكتور الزوهري في تعليقه على واقعة الاعتداء على أستاذة أرفود ، الضوء على تزايد الاعتداءات ضد الأسرة التعليمية في المغرب، مشيراً إلى أن هذه الجرائم لم تعد مجرد حوادث معزولة، بل أصبحت تهديداً حقيقياً للسلامة والأمن داخل المؤسسات التعليمية.
وأوضح الأيام الأخيرة شهدت فاجعتين هزتا الرأي العام المغربي؛ الأولى رحيل الأستاذة هاجر في ذكرى ميلادها الثلاثين، إثر طعنة غادرة على يد أحد تلاميذها، والثانية كانت حادثة وفاة مدير ثانوية بالشماعية بسبب مشادات مع أحد التلاميذ. المفاجأة الأكبر كانت أن هاتين الحادثتين وقعتا في مدينتين صغيرتين، كانتا تُعتبران آمنتين وهادئتين.

وأشار الأكاديمي إلى أن هذه الحوادث هي جزء من سلسلة طويلة من الاعتداءات التي تعرض لها رجال ونساء التعليم، الذين دفعوا ثمناً غالياً من أرواحهم وسلامتهم وكرامتهم بسبب انتمائهم لهذا القطاع الحيوي. وهو ما يعكس حالة من الانفلات الأمني والاعتداءات المتكررة، التي تؤثر بشكل خطير على صورة المؤسسة التعليمية في المجتمع.
ووفق الدكتور الزوهري، فإنه لا يكفي النظر إلى هذه الحوادث على أنها مجرد أحداث معزولة، بل هي جزء من مسلسل مظلم يهدد أمن المؤسسة التعليمية بشكل عام. ويدعو في تدوينته إلى اتخاذ إجراءات فورية وصارمة لضمان حماية رجال ونساء التعليم، لأن “حرمة الأستاذ والمدرسة فوق كل اعتبار”.
وأكد الزوهري على ضرورة أن تضع الدولة، إلى جانب المشاريع الكبرى مثل المنشآت الرياضية، في أولوياتها أيضاً تعزيز الأمن في المؤسسات التعليمية، وتنشئة الأجيال على القيم الاجتماعية والثقافية السليمة.
وقال: “علينا ألّا نقامر بمستقبل هذا الوطن”، لأن استمرار هذه الهجمات قد يؤدي إلى نتائج كارثية على المجتمع ككل، مضيفا أن ما يحدث اليوم داخل المدارس لا يعد مجرد حوادث فردية، بل هو تهديد وجودي يتطلب تضافر الجهود الحكومية والمجتمعية لحماية قطاع التعليم والمساهمة في استعادة هيبته واحترامه.