الكارح أبو سالم – Cap24 “
لازالت كلمة ” شباب” مرتبطة بالعديد من الأنماط والصور ، الطموح .. الاندفاع.. التحصيل .. الانحراف .. الطيش..الهجرة .. المراهقة .. الرياضة .. الخ من المحطات التي تواجه الشباب عبر العالم بأسره، ويبقى التأثير المرافق والتأطير بعد الاسرة هو البلد الذي يعيش في فضاءه ، والإمكانيات المتوفرة من طرف دولته .
هذا وقد يلجأ غالبية الشباب إلى تفريغ طاقتهم الكبيرة، إما بنشاط إيجابي أو سلبي، وهنا يكون للأسرة والمدرسة دور في توجيههم ، وإشغال وقت فراغهم بنشاطات موازية قد تفيدهم وتفيد مجتمعهم.
فهناك الدراسة والرياضة والقراءة، والنشاط في مؤسسات المجتمع المدني، وفي كثير من الدول يوجد التجنيد الإجباري وغيرها. من النشاطات التي قد يجد الشاب ضالته المنشودة لصقل مواهبه بعيدا عن الانحراف ، او التشبت به إذا ما جابهه الفراغ المذقع .
في هذا الإطار ، نسوق مثال لجوء تلاتة من شباب من حي المسيرة 2 بمدينة تمارة إلى تجريب بعض الألعاب التي قد تبدو في ظاهرها مألوفة كألعاب عاشوراء وفي باطنها يسكن الشيطان ، فيتم نشرها على مواقع التواصل الإجتماعي ، ناتج عن عدم استغلال هذه الشحنات من الطاقة المتمردة واستثمارها في الأنشطة المفيدة للشباب أنفسهم ومجتمعهم، ولكل الناس، حيث عمدوا إلى ملئ بندقيات بلاستيكية بسائل قابل للاشتعال ، وانطلقا بلا هوادة في التراشق بينهم مع إشعال اللهيب دون إحداث أي خسائر او أضرار سواء بأنفسهم أو بالغير ، والضحكات البريئة تعلو محياهم ، وهم يوثقون نشاطهم بواسطة هواتفهم المحمولة لعرض ملحمتهم بحساب تيك توك وكانهم قدموا إنجازا سيجر عددا من المتابعين .
كل المجتمعات مرت وتمر بهذه المرحلة العمرية، ولكن يختلف سلوك الناس من مرحلة إلى أخرى ومن مجتمع إلى آخر. ويحتار الكثيرون من المواطنين، وخاصة أولياء أمور الشباب، والحكومات في هذه الظاهرة، لأن تفريغ طاقة الشباب يمكن أن يساء استغلاله كمثل هؤلاء الشباب الثلاث الذي من بينهم شاب قاصر (مصور فيديو موضوع المتابعة) ذنبه الوحيد أن له شغف التصوير الفوتوغرافي ، يعشق التصوير مند الصغر و حلمه أن يمتهن التصوير في أعلى المستويات و لا زال يتابع دراسته بالسلك الإعدادي و الشابان الآخران اللذان ظهرا بالفيديو، منهم من يتابع دراسته بالأولى باك و آخر يجهز نفسه لدراسة القانون بعد الباكالوريا ، ذنبهم الوحيد انهم لم يجدوا من يؤطرهم
خاصة أنهم شباب مليء بالحيوية و النشاط ، و لم يسبق لهم أن اتجهو لإستعمال المخدرات و ماشبه ذالك
اندفاعهم الشبابي دفعهم لخوض تجربة اللعب بلهيب النار بشارع خارج المدينة و بعيد عن الناس
مما يشكل خطر عليهم دون إدراك ذالك ، تجربتهم تلك أدت الى اعتقالهم من طرف رجال الشرطة بتمارة نظراً لليقظة المعروفة على رجال أمن بلادنا الحبيبة.
ما فعله هؤلاء الشباب التلاثة الكل يعرف انه فعل غير محمود و لا يجب ان يمارس ، لكن سيرتهم و حسن خلقهم الذي يشهد به سكان حيهم ، يشفع لهم بالتجاوز عما اعتبروه لعبا بينهم بدون اي اذى ، خصوصا انه لم يتضرر منه أي شخص و لا أي مُنشأ عام.
وهنا يرى أحد المتابعين للشأن التربوي والقانوني وحسب تصريحه لكاب 24 ، أنه يجب تحضير روح القانون ، لأنهم شباب يمكن أن يستفيد منهم المجتمع و أسرهم مستقبلا ، و هم واعون بحجم الخطأ الذي ارتكبوه .
فعقوبة الغرامة المالية أخف من أن يقضوا عقوبة سالبة للحرية وراء القضبان بعيدا عن صف الدراسة، وما وقع لهم سيبقى درسا قاسيا لهم ولمن سولت له نفسه اللعب بالنار ، وبالتالي يظل القضاء سيد الموقف أمام هذه النازلة ، بين تربية شباب المجتمع وتنبيهه او الزج بهم في غياهب السجون لن يزيدهم إلا وبالا .
