كاب24
في إطار تفعيل المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية على مستوى إقليم تاونات، صادقت اللجنة الإقليمية للتنمية البشرية بالإقليم خلال اجتماعها الذي انعقد، أمس الخميس، بمقر عمالة الإقليم، ترأسه سيدي صالح داحا عامل الإقليم ورئيس اللجنة الإقليمية وبحضور رئيس المجلس الإقليمي ورؤساء اللجن المحلية للتنمية البشرية وأعضاء اللجنة الإقليمية، على 73 مشروعًا تنمويًا بتكلفة إجمالية تقدر بحوالي 43 مليون درهم.
وفق معطيات توصل بها موقع كاب24 من مصادره، فإن هذه المشاريع التي تندرج في إطار المبادرة الوطنية للتنمية البشرية والموزعة وفقًا للبرامج الأربعة، تهم تحسين البنيات التحتية، مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة، تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب، والدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة.
وأفادت نفس المصادر بأنه تم تخصيص 11 مليون درهم لتمويل 20 مشروعًا ضمن برنامج تدارك الخصاص في البنيات التحتية، الذي يشمل مشاريع في مجالات مختلفة مثل بناء مقاطع طرقية لربط المؤسسات التعليمية بمناطق نائية، وتوسيع شبكة الماء الصالح للشرب لعدد من الدواوير التي تفتقر لهذه الخدمة الأساسية، بالإضافة إلى تعزيز قطاع الصحة بتوفير سيارات إسعاف وتطوير برنامج الصحة الجماعاتية في دوائر تاونات وتيسة وغفساي وقرية أبا محمد.
وبخصوص برنامج “مواكبة الأشخاص في وضعية هشاشة” وفق المعطيات ذاتها، فقد تمت الموافقة على مشروعين بتكلفة إجمالية قدرها مليون درهم، فيما تم تخصيص نفس المبلغ لمشروع واحد ضمن برنامج “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب” من أجل دعم ريادة الأعمال لدى الشباب والمساهمة في إدماجهم في النسيج الاقتصادي والاجتماعي، علاوة على تخصيص حوالي 30 مليون درهم لتمويل 50 مشروعًا، تشمل دعم قطاع التعليم من خلال إنشاء وتجهيز دور الطالب والطالبة، وتوفير وسائل النقل المدرسي، بالإضافة إلى دعم الجمعيات المشرفة على هذه المؤسسات وتقديم الدعم المدرسي لـ 2000 تلميذ وتلميذة في المناطق القروية. كما سيتم توفير 20 حافلة للنقل المدرسي لتسهيل التنقل بين المناطق النائية ضمن برنامج”الدفع بالرأسمال البشري للأجيال الصاعدة”.
وفي سياق آخر تضيف المصادر، تمت المصادقة على تجديد اتفاقية شراكة مع مكتب الدراسات المكلف بمواكبة حاملي المشاريع، حيث تهدف هذه الاتفاقية إلى تقديم الدعم القبلية والبعدي لـ 80 من حاملي أفكار المشاريع في إطار البرنامج الثالث “تحسين الدخل والإدماج الاقتصادي للشباب”. هذا الدعم سيتيح فرصًا للشباب للانخراط الفعلي في الاقتصاد الوطني من خلال تطوير مشاريع مبتكرة تسهم في خلق فرص العمل والتنمية المحلية.
وشدد عامل الإقليم في كلمة ألقاها بالمناسبة على أهمية المشاريع المصادق عليها، مشيرًا إلى أن هذه المبادرة تندرج ضمن التوجهات الاستراتيجية التي أطلقها صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله وأيده في 19 شتنبر 2018،والتي تعكس الإرادة الملكية القوية من اجل الرفع من مستوى التنمية البشرية عبر مقاربة شمولية، استباقية ومبتكرة، تروم دعم الأجيال الصاعدة، تحسين الأوضاع الاجتماعية للفئات الهشة، وتعزيز البرامج المدرة للدخل.
وأكد المسؤول الأول بالإقليم على أن هذه المشاريع ستسهم بشكل كبير في تحسين مستوى معيشة المواطنين في إقليم تاونات، وستساعد في إحداث تحولات مجالية واجتماعية ملموسة، داعيًا إلى ضرورة تظافر جهود جميع الفاعلين لضمان تنفيذ المشاريع في الآجال المحددة وباحترام المعايير القانونية والإدارية.
جدير بالذكر أن هذا البرنامج التنموي يعد خطوة هامة نحو تحسين الظروف المعيشية للسكان في إقليم تاونات، وهو يعكس التزام الدولة العميق بمواصلة العمل لتحقيق التنمية المستدامة والعدالة الاجتماعية على مستوى كافة الأقاليم.