في مشهد غير مألوف في الأعراف الدبلوماسية، قاطع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي مكالمة هاتفية مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، مفضّلًا إكمال حديثه مع الصحفيين.
المشهد، الذي التقطته عدسات الإعلام، أظهر زيلينسكي وهو يعتذر لماكرون بعبارة مازحة: “آسف يا إيمانويل، أنا مشغول الآن، لدي محادثة مع الصحفيين فقط، هل يمكنني معاودة الاتصال بك بعد بضع دقائق؟”
تصرف زيلينسكي هذا يفتح باب التساؤل حول أسلوبه غير التقليدي في التعامل مع القادة الدوليين، والذي يبدو أنه بات سمة مميزة لنهجه السياسي منذ توليه رئاسة أوكرانيا، ففي ظل الأزمة المستمرة التي تعيشها بلاده، يجد زيلينسكي نفسه في موقع يتطلب منه الحفاظ على تواصل مستمر مع قادة العالم، وهو ما أكده بقوله: “علاقاتنا قوية، وماكرون يساعدنا كثيرًا وأنا ممتن له.. سأتصل به بعد انتهاء حديثي معكم، وأتواصل معه عادةً مرة واحدة يوميًا”.
هذه الحادثة تطرح أسئلة تتجاوز مجرد الطابع العفوي للرئيس الأوكراني، فهل تعكس هذه الخطوة ارتياحًا سياسيًا بين كييف وباريس بحيث لا يرى زيلينسكي حرجًا في تأجيل محادثة مع رئيس دولة كبرى؟ أم أنها قد تُفسَّر على أنها شكل من أشكال عدم الالتزام بالبروتوكولات الدبلوماسية؟
في النهاية، يظل زيلينسكي شخصية سياسية تختلف عن المألوف، بأسلوب يمزج بين الجدية والعفوية، وهو ما يجعله حاضرًا بقوة ليس فقط في ساحات الحرب والسياسة، بل أيضًا في المشهد الإعلامي العالمي، حيث لا يتردد في كسر القواعد المعتادة للدبلوماسية، ولو بمكالمة هاتفية مؤجلة.