في خطوة جديدة نحو تحديث القدرات الدفاعية، استلمت القوات الملكية الجوية المغربية، الأربعاء، الدفعة الأولى من ست مروحيات قتالية من طراز “أباتشي AH-64E”، وهي من أحدث الطائرات الهجومية في العالم، وذلك خلال حفل رسمي أقيم بالقاعدة الجوية الأولى في سلا.
ويأتي هذا التطور تنفيذاً لتوجيهات الملك محمد السادس، القائد الأعلى ورئيس أركان الحرب العامة للقوات المسلحة الملكية، بهدف تعزيز قدرات الجيش المغربي ومواكبة التطورات التكنولوجية في المجال العسكري.
كما يعكس هذا الاستلام عمق الشراكة الإستراتيجية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية، حيث تُعد المملكة حليفًا رئيسيًا لواشنطن من خارج حلف الناتو.
وعرفت مراسم الاستلام حضور شخصيات بارزة في المجالين العسكري والحكومي، من بينها الوزير المنتدب المكلف بإدارة الدفاع الوطني، عبد اللطيف لوديي، ووزير الصناعة والتجارة، رياض مزور، والوزير المنتدب المكلف بالميزانية، فوزي لقجع، إلى جانب الفريق أول محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، والفريق أول محمد هرمو، قائد الدرك الملكي، والفريق الجوي محمد كديح، مفتش القوات الملكية الجوية.
كما حضر وفد أمريكي رفيع المستوى بقيادة الجنرال مايكل لانغلي، قائد القيادة الأمريكية لإفريقيا (أفريكوم)، مرفوقًا بالقائمة بالأعمال بسفارة الولايات المتحدة بالمغرب، إيمي كوترونا.
وأكد الجنرال مايكل لانغلي في كلمته بالمناسبة أن تسليم هذه الدفعة من المروحيات الهجومية للمغرب يعكس متانة العلاقات الدفاعية بين البلدين، مشيرًا إلى أن المملكة تلعب دورًا رئيسيًا في تعزيز الأمن والاستقرار، سواء في شمال إفريقيا، منطقة الساحل، أو القارة الإفريقية ككل، مبرزا أن الجيوش الإفريقية تنظر إلى المغرب كنموذج يحتذى به في مجال الأمن والدفاع.
وأضاف المسؤول العسكري الأمريكي أن هذه الشراكة ليست مجرد صفقة تسليح، بل تمتد لتشمل تعزيز التعاون والتنسيق المشترك، خاصة أن المغرب يعد من أقدم حلفاء الولايات المتحدة، حيث يعود تاريخ العلاقات بين البلدين إلى ما يقارب 250 عامًا.
ويأتي تسليم هذه المروحيات في إطار سياسة المغرب لتحديث قواته المسلحة، حيث يشمل البرنامج العسكري للبلاد اقتناء أحدث المعدات القتالية، بهدف تعزيز الجاهزية الدفاعية والتفوق العملياتي في مواجهة التحديات الأمنية بالمنطقة.

