وصل الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون إلى العاصمة الإثيوبية أديس أبابا وهو يتوقع استقبالًا رسميًا يليق بـ”رئيس دولة”، لكنه وجد نفسه أمام مشهد لا يُحسد عليه، حيث لم يكلف الإثيوبيون أنفسهم عناء إرسال مسؤول رفيع لاستقباله.
فبدلًا من أن يكون في استقباله كبار الشخصيات، لم يظهر سوى وزير النقل الإثيوبي، وكأن الجزائر لم تجد من يمثلها سوى سائق حافلة حكومية!
وبدا تبون مرتبكًا وهو يسير وحيدًا في المطار، يجر خطواته الثقيلة نحو نقطة الاستقبال، في مشهد وثقته عدسات الكاميرات وأثار سخرية واسعة على مواقع التواصل، حتى مرافقيه لم يتمكنوا من إخفاء الحرج، وكأنهم أدركوا أن “رئيسهم” لم يعد يحظى بأي احترام دولي يُذكر.
الجزائر التي تحاول إيهام نفسها بأنها قوة إقليمية، تلقت صفعة دبلوماسية غير مباشرة من إثيوبيا، التي لم ترَ في تبون سوى زائر عابر لا يستحق استقباله بوزير خارجيتها أو أي مسؤول يُذكر.
ويبدو أن أديس أبابا اختارت بعناية طريقة التعامل مع رئيس اعتاد على إطلاق التصريحات الرنانة دون أي وزن فعلي على الساحة الدولية.
فهل أدرك تبون أخيرًا أن جولاته الخارجية لا تزيد عن كونها “نزهات بروتوكولية”؟ أم أن صدمة الاستقبال الباهت ستدفعه للتساؤل عن موقع الجزائر الحقيقي في المعادلة الإفريقية؟

