Ilayki invest

هي الحقيقة التي تفقع العيون

0

بقلم لحسن الجيت 

العقل العربي على علاته وزلاته غير قابل للتقد الداتي وكما هي عادته يجادل فيما يجهل– ولدلك فقمة الجهل أن تجهل من هو أنت وأن تجهل بيئتك ومحيطك الدي تعيش فيه ولا انت قادر على تصحيح المفاهيم والمسارات بعد الأزمات- وإد الرؤية والقراءات الداتية تبقى كما هي على حالها مخالفة للواقع ولو تجدد هدا الأخير في تجلياته وتركيبته-

خصوصية العقل العربي أنه حكم ويحكم على نفسه بالجمود والعناد الدي يلحق الأدى بالدات من خلال اجترار الأزمات الهالكة- لست هنا بصدد التنظير أو أن ألعب دور االمنظر بالركوب على الادعاءات والافتراءات ولن أكون من مستوى الأستاد  عبدالله العروي الدي كان له الفضل في تشريح العقل العربي من منظور أكاديمي كشف غن عيوبه وتناقضاته ما لا يقوى عليه فطاحلة الفكر في مشارق الأرض ومغاربها، بل مقاربتي تعتمد فقط على الواقع العربي المثقل بالنكسات والهزائم المتتالية التي يظهر فيها الإنسان العربي مدى جهله وتخلفه في التعاطي مع سيرورة تلك الأزمات ومخرجاتها كما جرى ويجري على الرقعة الجغرافية  للشرق الأوسط مند 7 أكتوبر من عام 2023-

انطلقت تلك الحرب الملغومة وبدأ تدفق مداد أقلام حملت لنا مند الشرارة الأولى تباشير النصر المظفر وفتحت شهيتنا على عهود صلاح الدين الأيوبي حينما انتصرنا على الصليبيين- وأطلق البعض من زملائنا العنان لقلمه مؤكدا بثقة مفرطة أنه اليوم جاء الدور على نكبة إسرائيل– ودهب بعض المنظرين من الأساتدة الجامعيين إلى أبعد بعد أن وصف اختراق ما يسمى بالمقاومة الفلسطينية بانهيار المنظومة الأمنية والعسكرية للدولة العبرية- كما هلل معظم الإعلام العربي ليوم 7 أكتوبر من دون أن يتبه على أنه يوم شؤم وبداية هزيمة غير مسبوقة في تاريخ الصراع االعربي الإسرائيلي-

راهنت تلك الأقلام وراهن ما يسمى بالمحللين السياسيين والعسكريين على أن فتح العديد من الواجهات والنيران من كل صوب وحدب سيلحق الهزيمة النكراء بإسرائيل وهي الاستراتيجية التي طالما كان ينشدها العقل العربي للقضاء نهائيا غلى ما يسمونه بالكيان الصهيوني- أفضل جواد تم ركوبه وأفضل ما في الخيارات اتخدت لمواجهة إسرائيل كل دلك قد حصل لكن إسرائيل لم تنتصر فقط بل تأكد أن يوم 7 أكتوبر كان فخا ومصيدة لعناصر حماس الدين كانوا السبب في تدمير قطاع غزة من خلال حرب أرادها الإسرائيليون أن تكون طويلة للإتيان على الأخضر واليابس وللحسم فيها من دون رجعة-

الحرب هده المرة كانت مغايرة لسابقاتها- حققت إسرائيل انتصارات متعددة الأبعاد حصدت رؤوس جميع القيادات لمختلف الميليشيات وفي مقدمتها ميليشيات حزب الله أسقطتهم جميعا بالتقسيط وبالجملة فرادا وجماعات بواسطة التكنولوجيات المختلفة بدءا بأجهزة الاتصال البسيطة من صنف “البيجيرز” أو بطائرات  “الدرون” أو بالصواريخ الباليستية التي لا تبقي ولا تدر- مختلف قيادات حماس من الصف الأول أو الثاني استطاعت إسرائيل أن تمسي وأن تصبح عليهم إما في غزة أو في قلب إيران أو دمشق- الكل كان في متناول الاستهداف الاسرائيلي بفضل التكنولوجيا المتطورة التي اخترقت كل الجدران وبفضل اختراق العنصر البشري من داخل حزب الله الدي كان يرى في نفسه محصن أكثر من غيره- أقرب المقربين من حسن نصر الله كان عميلا لإسرائيل عن طريق طبيب أسنان سوري الأصل استطاع أن يثبت خلية في أسنان أمين عام حزب الله الدي أراد أن تكون بسمته بسمة الغواني عريضة جميلة ساطعة-

الحصيلة الإجمالية لخطيئة 7 أكتوبر كانت كارثية بكل المقاييس خسر فيها الجميع باستثناء إسرائيل– الواقع اليوم الدي يتنكر له القومجيون والإسلاميون هو أن اسراءيل قضت على حزب الله وعلى حماس عسكريا ووجوديا كدلك- وبعد أن أعدت العدة فهي حاليا بصدد ترجمة تلك الانتصارات على جغرافية المنطقة بالحساب المليمتري من خلال تغيير شامل يضعف كل دول الجوار وقطع دابر بعضها من أي تمدد في المستقبل وعلى رأسها إيران حيث استطاعت تل أبيب أن تقلم أظافرها في المنطقة وتقطع أكرعها في الشرق الأوسط إلى ما لا نهاية- كما استطاعت إسرائيل أن تلعب دورا كبيرا في القضاء على نظام آل الأسد وبالتالي إخراج سوريا وتحريرها من الوصاية الإيرانية- ولعل دلك يشكل انتصارا وتحولا استراتيجيا في موازين القوى- فإسقاط نظام بشار الأسد يعني إسقاط المعبر الدي كانت تمرعبره إيران لإيصال الإمدادات العسكرية إلى حزب الله- كما أن هدا الأخير بتفسه ستنعكس عليه ارتدادات سقوط نظام الأسد بشكل سلبي كتراجع دوره في داخل لبنان فلن يحلم بعدئد بقوته العسكرية التي كان يبتز فيها كل اللبنانيون بجميع أطيافهم بما فيهم الجيش النظامي الدي كان وجوده ثانويا في العديد من المحطات العسكرية والسياسية-

الآن وبعد أن تبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود، ما موقف أولئك الدين هللوا ووعدونا بالنصر ونازعوا الدولة في خياراتها وسارعوا إلى الإعلان عن النصر قبل الأوان- ما موقف أولئك الدين تباكوا في مسرح محمد الخامس وسمحوا لما يسمى بخالد مشعل أن يلقي خطابا يحرض فيه المغاربة على الدولة- ما موقف داك الدي قال عن مشعل “يا ليتني كنت ترابا ليدوسني بأقدامه” أين هؤلاء جميعا لقد اختفوا واحتفى معهم “خالدهم” بعد أن استوعب رسالة تصفية إسماعيل هنية- وكيف سمحتم لأنفسكم أن تصطفوا إلى جانب إيران وهي العدو اللدود لبلدكم ولها أجندة تناصر أعداء الوحدة الترابية للمملكة في المنطقة، بل كنتم تراهنون على انتصارها- ها هي اليوم بعد أن خدلتكم إن لم تكن قد تخلت عنكم وعن حلفائها المباشرين، فهل التقطتم الرسالة واستوعبتموها أم أنكم ما زلتم في التيه تائهين-

  لهؤلاء جميعا ولغيرهم أتوجه لمادا لم تحولوا هده الهزيمة كما عودتمونا إلى انتصار؟ أليس هناك مجال للمناورة أمام قوة الحجة وقوة الواقع الدي أصبج عليكم عصيا وعلى بهتانكم؟ اتعظوا واعلموا أن الوطن هو خير لكم وأن ما تراه الدولة هو عين الصواب الدي يسخر لخدمة المصالح الاستراتيجية للبلاد والعباد، فيما رؤيتكم المحدودة الضيقة القائمة على ايديولوجيات مستوردة لا علاقة لها بواقع المغرب ، لا تعدو أن تكون سوى نزوات شخصية وأضغات أحلام لطالما راودتكم ولطالما كشفت عن مخططاتكم غير الوطنية- كفى مرة أخرى من اللعب على الحبال وعن ممارسة التقية والتظاهر بالتوبة أمام الدولة حينما تتأكد أن كلمتها هي العليا وأن خياراتها لا ياتيها الباطل-        

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.