مع استمرار النزاع العنيف بين الإحتلال الإسرائيلي وحركة حماس، تبرز تغيرات كبيرة في الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية، التي أصبحت تقبل الخسائر البشرية وتتمسك بمواقف صارمة في المفاوضات دون تقديم تنازلات.
هذا التحول المفاجئ يثير تساؤلات حول الأسباب والشخصيات المؤثرة في صنع هذا القرار، حيث يطرح اسم على الساحة، يعود لشخصية بارزة تدعى “مصعب حسن يوسف” الذي تحول من ابن أحد قادة حماس إلى جاسوس لصالح إسرائيل.
مصعب، المعروف بلقب “الأمير الأخضر”، هو ابن الشيخ حسن يوسف، أحد مؤسسي حماس، لكنه اختار الانشقاق عن التنظيم والانخراط في العمل مع جهاز الأمن الإسرائيلي “الشاباك” على مدى عقد كامل، حيث زود خلال تلك الفترة جهازه بمعلومات حساسة عن نشاطات حماس، مما ساهم في إحباط العديد من العمليات، ليهرب عقبها في 2007 إلى الولايات المتحدة حيث يعيش تحت حماية السلطات.
في خضم أحداث الحرب الأخيرة في غزة، لم يتردد مصعب في الإدلاء بتصريحات قاسية ضد حماس، واصفا الهجوم الذي شنته الحركة في 7 أكتوبر 2023 بأنه “إبادة جماعية”، مطالبًا بتصفية قادة حماس بمن فيهم والده، إذا لم يتم الإفراج عن الرهائن الإسرائيليين، كما وصف تصرفات حماس بأنها تجسيد لـ”الشر المطلق”، متهماً بعض المدنيين بالمشاركة في الفظائع جنبًا إلى جنب مع المقاتلين.
وفي تصريحات صحفية، أشار مصعب إلى أن إسرائيل تواجه إبادة جماعية وأن الرد يجب أن يكون حاسمًا، مضيفا أنه لا ينبغي على إسرائيل الخضوع للضغوط الدولية بل يجب عليها القضاء على حماس تمامًا.
وقال في هذا الصدد: “إذا لم يتم التخلص من هؤلاء الإرهابيين، فإن البشرية ستدفع الثمن”، مطالبا بتنفيذ أحكام الإعدام بحق المشاركين في مجزرة السابع من أكتوبر، واصفًا إياها بأنها “العدالة الحقيقية”.
مصعب حسن يوسف كان قد أدلى بشهادته أمام الأمم المتحدة أيضًا، حيث دعا إلى قتل جميع قادة حماس، مشيرًا إلى أنه لا يمكن السماح بإطلاق سراح قتلة جماعيين كجزء من أي صفقات مستقبلية.
وأعرب عن رفضه لصفقة تبادل الأسرى التي أعادت الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليط في 2011 مقابل إطلاق سراح عدد من قادة حماس، من بينهم يحيى السنوار، واصفًا إياها بأنها “خطيئة كبيرة”.
بالنظر إلى تصريحاته، يظهر مصعب كأحد الأصوات المؤثرة في توجيه الرأي العام الإسرائيلي نحو الاستمرار في الحرب على حماس، مبررًا ذلك بما اعتبره ضرورة قصوى للتخلص من ما أسماه بـ”شر” الحركة.