شهد لبنان يوم الاثنين موجة من الغارات الإسرائيلية التي أسفرت عن استشهاد 492 شخصاً، بينهم 21 طفلاً و39 امرأة، في أرقام تُعتبر غير مسبوقة في سياق الأحداث الأخيرة.
وزارة الصحة اللبنانية أعلنت عن ارتفاع عدد الإصابات إلى 1645، مع توقعات بزيادة العدد مع استمرار العدوان.
وزير الصحة فراس الأبيض أشار إلى التحديات التي تواجه الفرق الإسعافية، حيث سقط شهيدان وجرح 16 مسعفاً جراء الاستهداف المباشر لسيارات الإسعاف ومراكز طبية.
وقد لفت الوزير إلى العدد الكبير من الإصابات، موضحاً أن الجرحى في أقل من أسبوع بلغوا حوالي 5 آلاف، وهو ما يمثل نحو نصف العدد الإجمالي للجرحى في حرب يوليوز 2006.
الغارات الإسرائيلية استهدفت أيضاً سيارات نازحين، مما زاد من معاناة العائلات التي كانت تبحث عن مراكز أكثر أمناً.
في هذا السياق، أصدرت وزارة الصحة توجيهات للمستشفيات في الجنوب والنبطية والبقاع، للتوقف عن استقبال الحالات غير الطارئة والتركيز على جرحى العدوان، كما تم إعداد مستشفيات بيروت وجبل لبنان لاستقبال الجرحى من المناطق المتضررة.
الأبيض أوضح أن الوزارة تعمل على زيادة الطاقة الاستيعابية للمستشفيات، وأن الخطة الطارئة تتضمن إنشاء مراكز عمليات لمساعدة النازحين.
هذا وتواصلت الوزارة مع دول شقيقة وصديقة لدعم لبنان في هذه المحنة.
منذ صباح الاثنين، تشهد لبنان هجوماً هو الأعنف والأوسع، حيث يستهدف الجيش الإسرائيلي عمق البقاع الشرقي. في المقابل، تواصل فصائل لبنانية، أبرزها “حزب الله”، إطلاق الصواريخ على المواقع العسكرية الإسرائيلية، مما أدى إلى تفعيل صفارات الإنذار في المستوطنات الحدودية.
تجدر الإشارة إلى أن التصعيد في الأحداث يأتي وسط قلق دولي متزايد، حيث تطالب الفصائل بإنهاء الحرب الإسرائيلية المدعومة أمريكياً على قطاع غزة، والتي أسفرت عن مقتل وإصابة أكثر من 137 ألف فلسطيني، مما يضاعف التحديات الإنسانية في المنطقة.