طنجة.. إدريس الروخ يحتفي بمنجزه الروائي “رداء النسيان”

0

أقامت جمعية البوغاز لذوي الاحتياجات الخاصة، أمس السبت بالمركز الثقافي “إكليل” بطنجة، حفل تقديم وتوقيع رواية “رداء النسيان”، للروائي والسينمائي إدريس الروخ، بحضور نقاد وفنانين ومهتمين بالشأن الثقافي مغاربة وأجانب.

ويندرج هذا اللقاء الأدبي ضمن فعاليات مهرجان “البوغاز الدولي للأشخاص ذوي الإعاقة في نسخته الثانية الممتدة من 28 إلى 30 غشت، تحت شعار “أهمية الفن لدمج ذوي الإعاقة في المجتمع”، المقامة احتفاء بعيد الشباب المجيد.

وينطلق إدريس الروخ، عبر دفتي الرواية التي تقع في 255 صفحة من الحجم المتوسط، من بوح ذاتي في أمكنة وأزمنة يتماهى فيها مع عوالم شخوصه بكل ما يعتريها من مشاعر مريرة وأخرى حالمة يمتزج فيها الشخصي والإنساني والكوني.

وفي هذا السياق، قال إدريس الروخ “إن الرواية تتحدث عني وعن مكناس، وعلاقتي بالماضي، وكل ما من شأنه أن يفتح لنا بابا نحو المستقبل رغم أن الماضي وذكرياته تشدنا إليها، وأنا في الرواية أتحدث عن هذه المقاومة بما بكل ما يعتريها من قلق وانفعالات ومشاعر الصدق والخيانة التي تؤرقنا وتؤرقني بشكل خاص”.

وأعرب الروخ، في تصريح صحافي بالمناسبة، عن أمله في “أن يكون للرواية حضور قوي باعتبارها موجهة لكل قارئ يريد اكتشاف خبايا من ذاته من شخوص تريد أن تجد لها مكانا في الحياة”.

وأوضح أن “الرواية جاءت انطلاقا من كل تجاربي في الكتابة والسينما والمسرح وما إلى ذلك، ومن ماض كنت أكتب فيه مقالات نقدية وقصصا قصيرة، لتأخذ من كل هذا بما انعكس على التفاعل مع الزمان والمكان، فضلا عن الأسلوب بما يمكن أن يكون له قيمة أدبية وجمالية”، مشيرا إلى أن “هناك تفاعلا مع الرواية على المستوى الجمالي والفلسفي وطريقة كتابتها من خلال الاشتغال على الزمن والفضاء وغير ذلك”.

من جهته، قدم عماد بوعزيزي، الشاعر والناقد الأدبي مقاربة للرواية من حيث “التوليد السردي وتشكيل الأفق الجمالي في متنها السردي الذي جاء في شكل استرجاع استلهمه المؤلف من ذكرياته وانتمائه لمدينة مكناس”.

وبعد أن بين بوعزيزي، في قراءته التحليلية لعناصر الرواية، أنها تتوزع بين جنسي الرواية والسيرة الذاتية، توقف عند التقاطع بين السينما والرواية والعلاقة التكاملية القوية بينهما.

ووصف الحبكة السردية للرواية بكونها “متينة ومتماسكة، وتتميز باسترسال في السرد وعدم انقطاع، حيث استعان الروخ إلى جانب الاسترجاع بتقنيات استلهمها من الفن السابع في تصويره لأحداث وشخوص الرواية، ضمن قالب زمكاني يستنطق الأحداث بشكل مشوق وانسيابي لا يمكن إلا أن يجذب القارئ”.

وذكر بأن “الرواية تتمحور حول شخصية البطل سليمان الأحمدي الذي عانى من صدمة خيانة زوجية، وهي استحضار وتأريخ لفصول هذه الذكرى التي لم يستطع نسيانها ليقرر البحث عن الحقيقة ليكتشف أن صديقه عادل هو الذي قام بخيانته”.

بدوره رأى ناجي الدرداري، الباحث في علم السياسة والعلوم الاجتماعية، أن “الرواية إلى جانب إبرازها لقيم إنسانية نبيلة من إخلاص وصدق وحب وعطاء وصبر، هي في المقابل تثير الانتباه إلى أمور سلبية وتدعونا إلى تجاوزها والابتعاد عنها، في توظيف للتضاد والتقابل بينها”.

وسجل الدرداري، الذي قدم قراءة نقدية للرواية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن “الروخ يأخذ القارئ عبر هذه الرواية المليئة بالأحداث والشخوص والأماكن في رحلة ممتعة، لا تخلو من تجاربه الإبداعية والفنية المختلفة، من سينما ودراما وغيرها”.

يشار إلى أن برنامج المهرجان الذي تميز بحضور فنانين ورياضيين وفاعلين مدنيين في مجال الإعاقة عرف تنظيم عدة فعاليات تشمل مسابقات رياضية، وكرنفال، وعروضا لفن الشارع، وورشة رسم للأطفال المصابين بطيف التوحد، إلى جانب ندوة حول موضوع “الإعاقة والفن”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.