سيول جارفة تُعيد الحياة لوديان متوقفة وتغرق مدن الجنوب الشرقي

0

شهدت جهة درعة تافيلالت، مساء الجمعة، أمطارًا طوفانية وعواصف رعدية قوية تسببت في إحداث أضرار جسيمة بالمنازل والبنية التحتية، خصوصًا في المناطق الريفية بإقليم تنغير.

هذه الأمطار التي جاءت في عز الصيف أعادت الحياة إلى وديان متوقفة عن الجريان منذ سنوات بسبب الجفاف، ولكنها جلبت معها مشاهد من الرعب والتدمير.

تضرر المنازل والطرق

أفادت مصادر كاب24، أن العديد من المنازل الطينية في دوار البور بجماعة أيت سدرات السهل الغربية تعرضت لأضرار جسيمة، حيث انهارت أجزاء منها بعد أن غمرتها مياه الأمطار الغزيرة. السكان عاشوا لحظات من الخوف والهلع جراء تساقط حبات البرد الكثيفة التي استمرت لأكثر من نصف ساعة متواصلة.

ولم تقتصر الأضرار على المنازل فقط، بل امتدت إلى شبكة الطرقات. الطريق الوطنية رقم 10، التي تربط بين قلعة مكونة وتنغير، تعرضت للقطع في عدة مقاطع بسبب السيول الجارفة. وقد تسببت الأمطار في إغراق شوارع وأزقة مدينة تنغير، مما أدى إلى شلل في حركة السير وتحويل الطرقات إلى برك مائية كبيرة.

انقطاع الكهرباء والاتصالات

في سياق متصل، أكد شهود عيان انقطاع شبكة الكهرباء وشبكة الاتصالات الهاتفية في عدد من دواوير جماعتي أيت سدرات السهل الغربية وأيت سدرات السهل الشرقية.

هذا الانقطاع أضاف تعقيدًا إضافيًا إلى الوضع، مما جعل التنقل والتواصل مع الجهات المختصة أكثر صعوبة في ظل هذه الظروف الجوية القاسية.

عودة الحياة إلى الوديان

على الرغم من الأضرار الجسيمة، حملت هذه الأمطار الطوفانية جانبًا إيجابيًا يتمثل في إعادة الحياة إلى الوديان الجافة التي توقفت عن الجريان لسنوات طويلة بسبب الجفاف المتواصل. وادي مكون ودادس بإقليم تنغير كانا من بين الأودية التي شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في مستوى المياه، مما أدى إلى انتعاش مؤقت في بعض المناطق الزراعية.

ردود الفعل على مواقع التواصل الاجتماعي

تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي مقاطع فيديو توثق لحظات غرق الشوارع والسيول الجارفة التي أغرقت مدن الجنوب الشرقي، وهو ما أظهر حجم الدمار الذي لحق بالبنية التحتية، وسط مطالبات محلية بضرورة التدخل السريع من السلطات لإصلاح الأضرار وتقديم المساعدة للسكان المتضررين.

هذه الأمطار حملت معها أملاً في تحسين الوضع المائي، فإنها كشفت أيضًا عن هشاشة البنية التحتية في مناطق الجنوب الشرقي، ما يستدعي مزيدًا من الاهتمام والتطوير من الجهات المسؤولة لتحسين قدرة هذه المناطق على مواجهة التحديات البيئية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.