قالت سميرة سيطايل، سفيرة المغرب في فرنسا، إن اعتراف فرنسا بمغربية الصحراء، عبر رسالة بعثها الرئيس إمانويل ماكرون إلى جلالة الملك محمد السادس، خلال الأسبوع الجاري، ”لم يكن مفاجأة”.
وأوضحت سيطايل، ضمن مقابلة بثها موقع القناة الفرنسية ”سي نيوز”، صباح اليوم الجمعة 02 غشت الجاري، أن الرباط “لا يمكن سوى أن تفرح بهذا التطور الكبير في الموقف الفرنسي”، مبرزة أن هذا الموقف لم يأت من فراغ، لأن هناك مخططا للحكم الذاتي قدمه المغرب لحل نزاع الصحراء منذ 2007، وقد كانت فرنسا من أكبر الداعمين له.
وشددت الدبلوماسية المغربية أن الجديد اليوم هو دعم فرنسا لسيادة المغرب على أقاليمه الجنوبية، واعتبار باريس أن خطة الحكم الذاتي التي قدمتها المملكة هي الأساس الوحيد لحل النزاع.
واعتبرت سيطال أن الموقف الفرنسي لم يكن ”مفاجئا”، بل ”طبيعي وينسجم مع موقف باريس التي كانت دائما بجانب الرباط في هذا النزاع منذ على الأقل 2007، أي منذ أن طرح المغرب على طاولة المفاوضات مقترح الحكم الذاتي”، وأبرزت في نفس السياق، أن فرنسا كانت الدولة الأولى التي رحبت بمقترح الحكم الذاتي.
وبخصوص الإعلان عن الموقف الفرنسي بالتزامن مع الذكرى 25 لعيد العرش، كشفت سيطايل ان الأمر كان يتطلب أولا وجود مناسبة للإعلان عن موقف باريس الجديد، وكان عيد العرش الفرصة للقيام بذلك.
وأقرت سميرة سيطايل أن اعتراف باريس بسيادة المغرب على صحرائه، عملية استغرقت وقتا طويلا. وقالت في هذا السياق ”بدأنا بإعادة علاقاتنا منذ أكتوبر الماضي، نتيجة شهور عديدة من المفاوضات إلى أن بلغنا مرحلة بناء الثقة، بعد أن وضعنا عديد الملفات في قضايا كثيرة، بغية تجديد شراكتنا المتميزة”.
وفي سياق ذي صلة، قالت سيطايل إن الصحراء وقبل أن تكون مستعمرة إسبانية لمدة 91 سنة إلى غاية 1975، كانت أراضي مغربية خاضعة للمملكة الشريفة، قبل أن يظهر النزاع الحالي، بعد أن أسس الديكتاتور الليبي السابق، معمر القذافي، جبهة ”البوليساريو” الانفصالية، وذلك في سياق الحرب الباردة، لتتلقف بعد ذلك الجارة الجزائر المشعل كي تدعم الجبهة الانفصالية بكل الوسائل المتاحة، دفاعا عن مصالحها.
في موضوع آخر، أكدت سيطايل، خلال المقابلة، أن أزمة ”التأشيرات” التي اندلعت بين المغرب وفرنسا، في عز التوتر الدبلوماسي بين البلدين ”قد انتهت تماما”، رغم بعض الإجراءات العالقة في القنصليات ”والتي أتمنى، رفقة نظيري السفير الفرنسي بالرباط كريستوف لوكورتيي، ان تحل في أقرب الآجال”.
وحول موضوع التعاون في مجال الهجرة بين البلدين، شددت سيطايل على أن هناك عدة مواضيع حساسة للغاية، موضحة أن المغرب يلعب دورا مهما في ”أمن أوروبا”، ليس فقط في قضية الهجرة، بل أيضا في قضايا الإرهاب وغيرها، لكن المهم أن تبنى العلاقات على الثقة المتبادلة بين البلدين.