كاب24- عبد اللطيف الحافضي
انطلقت، مساء أمس الجمعة، فعاليات النسخة 38 من ملتقى “أندلسيات” على مسرح القصبة الأثرية، بحضور عامل إقليم شفشاون ، العلمي ودان والوفد المرافق له وعدد من الوجوه الفنية المهتمة بهذا التراث المغربي الأصيل .
واستهل حفل افتتاح هذا الملتقى الفني بكلمة وزير الشباب والثقافة والتواصل والتي وجهها إلى المشاركين والحاضرين، تلتها بالنيابة زهور أمهاوش، المديرة الجهوية للشباب والثقافة والتواصل بجهة طنجة تطوان الحسيمة، حيث أكد فيها على “المكانة التي أصبح يحتلها ملتقى الموسيقى الأندلسية لدى وزارة الشباب والثقافة والتواصل، تكريما للصلة الوثيقة للمدينة بهذا الفن العريق وبكل هذا العمق الثقافي والتاريخي بالاحتفاء والإبراز”.
ووفق نص الكلمة فإن ملتقى هذه السنة الذي يحتفى بدورته 38، “حظي بشرف الرعاية السامية لصاحب الجلالة، الملك محمد السادس؛ وذلك تجسيدا لموصول عنايته الكريمة بمختلف تجليات تراثنا الثقافي الوطني وعطفه المولوي الفاضل على ساكنة المدينة ورموزها الثقافية وتعابيرها الفنية الأصلية ومنظمي وشركاء هذا الملتقى وكل المشاركين في فعالياته الثقافية والفنية” .
وأضافت أمهاوش في كلمة وزير الثقافة والشباب والتواصل، “أن دورة هذه السنة للملتقى الذي يشكل فرصة لتجديد اللقاء بالموسيقى الأندلسية، حرصت على تقديم الجودة وتعزيز التراكم، من خلال تجربة فريدة تجمع بين الموسيقى الأندلسية والحضرة الشفشاونية في “جلسات روحية” للتلاقح المحلي، بهدف ضمان المحافظة على التعابير الفنية المحلية وتمريرها إلى الأجيال القادمة ببصمة الأصالة وعنفوان إعادة الإنتاج والتجديد” .
واستحضرت زهور أمهاوش في الكلمة ذاتها، “دور جلالة الملك والملوك العلويين الأماجد في الحفاظ على هذا الموروث الفني العريق، مضيفة أن الملتقى في هذا السياق “سيخصص الملتقى حيزا لتسليط الضوء على دور الملوك والسلاطين العلويين في توثيق وحفظ وتطوير الموسيقى الأندلسية بالمغرب وذلك من خلال ندوة علمية ستقام ضمن هذا الملتقى سيشارك فيها نخبة من الأساتذة والدكاترة المختصين والمهتمين كما ستنظم لقاءات مع فنانين وباحثين لمناقشة إصداراتهم الأخيرة في مجال الموسيقى الأندلسية”.
وانطلقت الفعاليات بعرض موسيقي مشترك بين فرقة رحوم البقالي وفرقة بالآمين الأكرمي، مما أضفى جواً من البهجة والمتعة على الجمهور الذي توافد بأعداد كبيرة، وتفاعل مع الأداء المتميز للفرقتين والتنسيق الرائع بينهما في تقديم مقطوعات موسيقية أندلسية تقليدية.
وعرف الملتقى تكريم عدد من الوجوه الفنية البارزة في مجال الطرب الأندلسي، تقديراً لمساهماتهم الكبيرة في الحفاظ على هذا التراث الموسيقي ونقله إلى الأجيال الجديدة، بدروع تذكارية للفنانين المكرمين وسط تصفيق حار من الحضور، مما يعكس التقدير العميق الذي يكنه المجتمع للفنانين والمبدعين.
وحظي ملتقى “أندلسيات” بحضور جماهيري واسع، حيث توافد العشرات من عشاق الموسيقى الأندلسية من مختلف أنحاء المغرب للمشاركة في هذا الحدث الثقافي الهام، حيث أعربوا عن سعادتهم بحضورهم في الملتقى الفني العريق والاستمتاع بالعروض الموسيقية والفعاليات الثقافية المرافقة له.
واختتم اليوم الأول من الملتقى الذي سيستمر إلى غاية 28 يوليوز 2024 بعرض موسيقي مميز، حيث قدمت الفرق المشاركة مقطوعات موسيقية تفاعل معها الجمهور بشكل كبير، في أفق تنظيم ندوات وعروض موسيقية تهدف إلى تسليط الضوء على أهمية الموسيقى الأندلسية في الثقافة المغربية في اليومين القادمين .