أبرز السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، أمس الخميس في باكو، ضرورة ترجمة التزام دول حركة عدم الانحياز المشترك بمبادئها وقيمها إلى إجراءات عملية وملموسة، تهدف الى توحيد الإرادة السياسية لأعضائها، لتعزيز دور الأمم المتحدة كمنصة لا بديل عنها للعمل متعدد الأطراف.
وخلال المناقشة العامة للاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز في باكو (5-6 يوليوز)، أوضح هلال أن “حركة عدم الانحياز، كأكبر تجمع للدول داخل الأمم المتحدة، تشكل منصة عمل أساسية وقوة اقتراحية وازنة في رفع التحديات العالمية”.
وذكر السفير بأن العالم يعيش اليوم على وقع أزمات معقدة كان لها أثر على واقع العلاقات الدولية، الأمر الذي يستلزم إجابات جماعية طارئة وملموسة من قبل المجتمع الدولي.
واستدل، بهذه المناسبة، بخطاب الملك محمد السادس، الموجه إلى الدورة الـ26 لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ في إدنبرة، أكد فيه “أن التوقعات الأكثر قتامة أصبحت واقعا مريرا، يضع البشرية أمام خيارين: إما الاستسلام للتقاعس المدمر للذات، أو الانخراط بصدق وعزيمة في إجراءات عملية وسريعة، قادرة على إحداث تغيير حقيقي في المسار الحالي الذي أثبت عدم فعاليته”.
وفي هذا الإطار، قال هلال “إن القارة الإفريقية هي الأكثر تضررا من تداعيات الوضعية الاقتصادية الصعبة التي أنتجتها الأزمة الجيوسياسية الحالية، حيث تتحمل العبء الأكبر جراء ارتفاع أسعار المواد الغذائية والطاقية، وهو ما ي قوض المكتسبات التي حققتها القارة في مجال مكافحة الفقر”.
وأضاف الدبلوماسي المغربي أن “إفريقيا تتوفر على كل المقومات لتحويل التحديات لفرص، والخروج من هذه الأزمة بشكل أقوى، وذلك لتوفرها على موارد بشرية وطبيعية مهمة، إضافة لما ي مكن أن تحققه من مكاسب ومنافع مستقبلية من خلال تفعيل اتفاقية التجارة الحرة القارية الإفريقية”.
وأشار إلى أن الملك أكد على ذلك في خطابه السامي خلال القمة الـ28 للاتحاد الإفريقي، حين قال “نحن، شعوب إفريقيا، نتوفر على الوسائل وعلى العبقرية، ونملك القدرة على العمل الجماعي من أجل تحقيق تطلعات شعوبنا”.
كما تطرق هلال إلى الزيارات الملكية الى العديد من الدول الإفريقية، حيث شكلت “أصدق تعبير عن هذا التوجه المغربي الشجاع نحو تطوير نموذج مبتكر وحقيقي للتعاون جنوب-جنوب، قوامه تقاسم المعارف والكفاءات والخبرات والموارد، وذلك من خلال الإسهام الفعلي في إنجاز مشاريع تنموية، في إطار تعاوني ثنائي أو ثلاثي، يقوم على مقاربة مندمجة ومتعددة الأبعاد”.
ودعا، في هذا الصدد، إلى” تنشيط التعاون الدولي لما فيه صالح الدول الإفريقية، ومساعدتها على تجاوز التحديات الحالية غير المسبوقة، ليس فقط من خلال تخفيف عبء الديون، ولكن أيضا من خلال مبادرات تنموية متكاملة قادرة على تعزيز قدرتها على الصمود في وجه التحديات الحالية والمستقبلية المتعلقة بالأمن الغذائي والتغيرات المناخية والانتقال الطاقي”.
وبهذه المناسبة، أكد هلال أن “انعقاد هذا الاجتماع يشكل فرصة لصياغة مقاربات أفقية قادرة على إنتاج حلول واقعية وبراغماتية لأزمات الأمن في مفهومه الشامل، بهدف العمل على توفير الإجابات الضرورية للتحديات الخطيرة التي تواجه عالمنا”.
ويشارك المغرب في الاجتماع الوزاري لحركة عدم الانحياز المنعقد بباكو، بوفد يترأسه عمر هلال، ويضم سفير المغرب بأذربيجان، عادل امبارش، ومدير الأمم المتحدة والمنظمات الدولية بوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، رضوان حسيني.