أما الزبد فيذهب جفاء…
ومن الناس من عاهد نفسه أن يكون مخلصا لوطنه يدافع عنه ويستميت في الدفاع إيمانا منه أن ذلك الوطن هو كيانه وسر وجوده، وغيرهم من طينة أناس آخرين يضللون أنفسهم المريضة ليناصبوا العداء باستمرار لوطنهم في انشغال تام بأجندة خارجية مناهضة للمغرب والمغاربة. هذا هو حال بعض التيارات في بلادنا زادها إيديولوجيات بائدة من زمن القرن الماضي الذي قد ولى وأدبر، تعيش في الوهم ولا تدري عن نفسها أنها أصبحت متجاوزة في عالم متطور ومتجدد أصبحت فيه المعلومة في متناول القاصي والداني، عالم أفرز جيلا آخر يحمل من المفاهيم والقيمما يجعله محصنا من أكاذيب الفكر المضلل.
فذلك الرجل المدعو ويحمان له اعتاد أن يكيل الاتهامات للشرفاء في كل لحظة وحين ولا يتوقف عن ذلك. وقد ألفنا ذلك فيه وأخذتنا الرأفة على حاله، وهو في ذلك لا يقدم أدلة ولا إثباتات تعزز افتهاماته. فالحقيقة أقوى من أسطواناته المشروخة التي يعيد فيها إنتاج نفسه ولا يرف له جفن وهو يرددها من دون أن تستقيم على حجة أو برهان. وعادة يخرج السيد ويحمان كما عهدناهبسلسلة من الخزعبلات والترهات ينصب فيها نفسه وكأنه القائم على هذا البلد، وهي حالة قد نجدها في كل من لا يريد أن يقبل بوضع يرى فيه نفسه أنه أصبح متجاوزا. فخزعبلاته هي اليوم أهون من بيت العنكبوت، ولا نجد في ذلك أية صعوبة في دحضها على النحو التالي:
1 ـ ينتج هذا الشخص من وحي خياله تهيئاتويصدقها، وهو الذي ادعى أنه استطاع أن يكتشف مخططا خطيرا يستهدف أمن المغرب من خلال تغلغل المخابرات الإسرائيلية إلى العمق المغربي عبر تدريب عناصر يقول عنها أمازيغية تحت إشراف كولونيل إسرائيلي لضرب أمن واستقرار المغرب . ويضيف أن هذه الشبكة المدججة بالسلاح تنشط وتتدرب في أماكن بجبال الأطلس. إن هذه الادعاءات التي لا سند لها يريد المدعو ويحمان أن يمررها على المغاربة كي يصدقوها. وفي هذه الحالة وجب علينا أن نتساءل كيف استطاع هذا العبقري صاحب القدرات الخارقة أن يكشف هذا المخطط الخطير بمجهوده الفردي فيما جميع الأجهزة الأمنية في بلادنا لم تتمكن من معرفة هذا المخطط. وقد يحيلنا ذك إلى تساؤل آخر وهو ما إذا كالت إمكانيات هذا الشخص تفوق إمكانيات الدولة وأجهزتها المعترف بها دوليا في كل الأبحاث والتحريات والكشف عن التنظيمات الإرهابية التي يتم وأدها في المهد، أم أن السيد ويحمان هو الذي له الفضل في كل ما حققه وتحققه الأجهزة الأمنية المغربية. يجب على المرء أن يكون معتوها حتى يصدق ترهات هذا العبقري. وفي القانون المغربي هناك ركن أساسي وهو “البينة على من ادعى”. فهاتوا برهانكم إن كنتم صادقين.
2 ـ ينبه هذا الرجل الفريد من نوعه الدولة المغربية إلى تلك المخاطر ليفضي إلى تقديم النصيحة وهو دعوة السلطات إلى ما يسميه بحماية بلسيادة الوطنية. مرة أخرى من نرجسية مغشوشة يقول للمغاربة بأنه القيم على سيادة البلاد. وغدا سيقول لنا بأنه هو الضامن والساهر عليها. كيف يسمح لنفسه أن يخوض في قضايا من قبيل السيادة وهل المساس بها، في اعتقاد هذا الشخص، لا ينحصر إلا في تلك التحالفات الدولية والإقليمية لبلادنا والتي لا تحظى برضى السيد ويحمان. ألا يعتقد هذا الأخير أن مناهضة النظام الجزائري لوحدتنا الترابية هو المساس الحقيقي بالسيادة الوطنية أم أن ذلك ينحصر في نظره فقط في وجود ممثلية دبلوماسية إسرائيلية بالرباط.. ونقول له ولغيره بكل افتخار أن بلدنا بفضل تلك التحالفات وبفضل بعد نظر قيادته الرشيدة استطاع لي أذرع لقوى دولية فجاءته من كل فج عميق تشتري وده وليصبح المغرب بلدا مهاب الجانب تحترم سيادته الوطنية في سابقة من نوعها سواء على مستوى تركيعهم والاعتراف بالوحدة الترابية للمغرب أو على مستوى تفاوض الند للند فيما يخص الاتفاقات التجارية والاقتصادية مع الدول الراغبة في شراكة مع المغرب. وبات المغاربة على درجة كبيرة من الاعتزاز بوطنهم بعد هذا الاحترام والتقدير الذي أثار حفيظة المتآمرين على الوطن من الداخل وأعداءه في الخارج . أليست هذه هي حماية السيادة الوطنية أيها الحاقدون الذين أصابكم الإحباط من الحضور الوازن للمغرب بعد أن سقطت كل مخططاتكم التي كانت دائما تراهن على أن يكون هذا البلد الأمين في حالة ضعف ووهن. لكنكم انقلبت على أدباركم خاسئين.
3 ـ وبخصوص الممثلية الدبلوماسية لدولة إسرائيل في الرباط،، نسجل على المدعو ويحمان حالة من الهيستيريا والجنون أوصلته إلى درجة فقد فيها القدرة على التمييز. وقد غشيته الفوبيا من رأسه إلى أخمس قدميه فانتابه الهذيان وملأ الدنيا وهو يهتر بكل ما له علاقة بإسرائيل. وباتت عقدته لسان حاله في حملته المسعورة على مكتب الاتصال الإسرائيلي. وهو لا يستند في تلك الحملة على معطيات وحقائق بل زاده في ذلك ما عرف عند العرب “بالعنعنات” أي نقلا عن فلان وعن فلان وعن فلان.
وقد لاحظنا عليه، وهو الغارق المستنجد بالغريق، أنه قد سبق له أن اتهم رئيس البعثة الإسرائيلية بإهانتهللمغرب وأنه أي المدعو ويحمان تملكته الغيرة على البلد ليقول لنا بأنه يرفض ما يسميه بالإهانة وبالمساس مرة أخرى بالسيادة الوطنية. سنده في ما يدعيه لا يرجع إلى تصريح للمسؤول الإسرائيلي لأنه في الأصل لاوجود لذلك التصريح على الإطلاق كما لن تسمح بهالسلطات المغربية، بل يعود إلى “الغنغنة” أي أنه نقل ذلك الكلام عن شخص قيل أنه كان يعمل مستشارا في البعثة الإسرائيلية. إذن نحن أمام حالة مشكوك في أمرها شكلا ومضمونا، والعهدة على الراوي وعليه تقع المسؤولية. لكن لم يسأل المدعو ويحمان نفسه من هو هذا الراوي، وهل روايته من صحيح البخاري أم من أكاذيب الكفار. ونقول له إننا نعلم من هو ذلك الراوي، وقد كان من أوائل “المطبعين” وزار إسرائيل في الخفاء والعلن كما وقف إجلالا للنشيد الوطني الإسرائيلي “هتيكفا“ وصلى على حائط المبكى.
وكان من وراء تنظيم زيارات لإعلاميين مغاربة إلى القدس وإلى تل أبيب. وشرب من مائهم وأكل من زادهم حتى الثمالة وحتى التخمة، وتخلى عن دينه الإسلام ليعلن يهوديته تزلفا وطمعا في حفنة من المال. كانت له لقاءات مع كبار السياسيين وكبار العسكريين في إسرائيل. وبالأمس القريب كان يقدم نفسه على أنه قد لعب دورا كبيرا في إعادة العلاقات الرسمية بين البلدين. وحينما أحس بأنه أخفق في الحصول على منصب يداخل البعثة الدبلوماسية الإسرائيلية استشاط غضبا وانقلب على رئيس البعثة متهجما عليه بالافتراءات والأكاذيب التي ما أنزل الله بها من سلطان.
إن كان هذا هو مصدرك والسند الذي تعتمد عليه في حملتك المسعودة، أدعوك إلى الابتعاد عن السياسة لأنك تجهل قواعدها وقواعد اللعبة . فالحر الأبي يكون دائما مع وطنه ليكون أيضا وطنه بجانبه. وإن كنتم بالفعل أشد الناس حرصا على السيادة الوطنية كان عليكم أن تكونوا من حماتها في موقعة الكركرات. فأين كنتمحينما جاؤوا ليحتلوا ذلك المعبر ؟ الوطنيون الأحرار أجابوا عن هذا السؤال بالقول والفعل أما أنتم فلا قول ولا فعل. وكذلك يصرب الله الأمثال في محكمه حينما يقول “فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض”. اللهم إننا قد بلغنا ويبقى على الدولة أن تتحمل مسؤوليتها.