لازالت الإرتفاعات المهولة للأسعار بالمغرب ، تضرب بسياطها جيوب المغاربة طولا وعرضا بلا رحمة ، لايمكن لمواطن من الطبقة المتوسطة أو الفقيرة أن تلمس يده مادة غدائية ، إلا ويشعر بقشعريرة ترجعه عما كان يفكر فيه بشأن التبضع والإقتناء .
فقد فطن غالبية المواطنين أن رمضان الابرك لهذه السنة ، سيسجله التاريخ من حيث الفاقة والحرمان الذي سيعيشونها واسرهم بسبب عدم تمكنهم من إشباع بطونهم بما اشتهاه أبناؤهم ، فالبيض مثلا وصل الى أعلى مستوياته 1,50سنتم الواحدة ، أما الخضروات فعادت الى تجاوز سقف 10,50 درهم بعد هدوء لم يدم أكثر من أسبوع .
أما اللحوم ، فتلكم الطامة الكبرى ،سواء البيضاء او الحمراء ، فقد وصلت الى ما لا يتخيله العقل ، وكأنما لسان حاله – من له القدرة الخيالية فليصلني- فبعد تراجع أثمنة الدجاج الاسبوع الماضي الى مابين 16و 18 درهم ، إرتفع حاليا الى مابين 19و20 درهما ، اما اللحوم العجول والأبقار فتراوحت مابين 85و 90درهما للكيلو الواحد، أما لحوم الأغنام فقد وصلت الى 100درهم .
ورغم الإقبال الكبير للمواطنين على الأسواق لإقتناء حاجياتهم كما ثقافة كل المغاربة ، فرحا لإستقبال الشهر الأعظم، إلا أن قففهم تعود خالية واليأس يعلو الوجوه ، فيما لجأ بعضهم – كماالمواطنة ي ن – الى الإقتراض من وكالة بنكية لمواجهة أسعار المواد الغدائية خجلا من وضع مائدة الإفطار في شكل غير مألوف .
وبهذا تظل بلاغات الحكومة بشأن الإطمئنان على الأسعار خلال شهر رمضان وعدم التخوف ، سوى صيحة في واد ، وأن الندوات الصحفية بهذا الاتجاه أصبحت غير ذي جدوى أمام الواقع المعاش والملموس ، كما صاح مواطن متذمر من عدم بيع سلعته في وجه زبونه ، ” إلا قالو فالأخبار بلي الخضرة نزلات فالثمن سير أخويا شريها من التلفزة “