ONCF 970 x 250 VA

العيون: الشُقق المفروشة بفم الواد.. ليالٍ حمراء ومشاهد تحت الظلام تُسيء لعاصمة الجنوب

0

لم تعد بعض المدن الكبرى وحدهما التي تخفي تحت ظلامها أحياءً وأماكن ترعى “الدعارة”، بل انضافت إليها مدينة العيون، كمدينة بالأقاليم الجنوبية معروفة بمجتمعها المحافظ، والتي كانت إلى وقت قريب بعيدة عن هذه الآفة، المحصورة في مُدن كأكادير، مراكش والدار البيضاء.

يرى متابعون للشأن المحلي، بحاضرة الصحراء، أن انتشار “السياحة الجنسية”، سببها العديد من العوامل، أهمها الشُقق المفروشة الفارغة التي يملكها أناس من خارج المدينة، منهم المهاجرون وأحيانا موظفون. فباتت في الآونة الأخيرة، مخبأً لبائعات الهوى وزبائنهن، إذ تتزايد وتيرة هذه الممارسات خلال نهاية الأسبوع، أو كلما وقعت في أيديهم فتيات راغبات في تزجية الوقت مع الخمرة والموسيقى الصاخبة، في ليلة لا تنتهي إلا بطلوع ضوء النهار.

في هذا السياق، وقفت “كاب24” على عينة من الشقق والفيلات بجماعة فم الواد الساحلية، إقليم العيون، والتي تنام طيلة الأسبوع، وتستيقظ في نهايته، والتي غالباً ما تحتضن ممارسات ومشاهد مُخجلة لسكان العيون والنواحي، إذ تعرف العديد من الإقامات والشقق المفروشة. وقائع مختلفة نهاية كل أسبوع، حيث تتحرك السيارات الفارهة ذات الترقيم من خارج الاقليم، أو بعض منها المملوك لأناس يملكون مناصب وأرصدة بنكية سمينة.

يطارد هؤلاء الباحثين عن المتعة الليلية، أي مومس تلمحها العين وبأي ثمن، وما يزيد المشهد بشاعة في مدينة العيون، عدد من السماسرة المتخصصين  في كراء الشقق المفروشة، في غياب تام للسلطات الوصية على مركز جماعة فم الواد والمنطقة، إذ لا تكلف نفسها حتى إحصاء الإقامات والشقق المفروشة وضبط مواقعها، كونها تظل أماكن توفر كل الظروف لحدوث الجريمة في أي وقت، إن لم يتم التدخل مستقبلاً.

وتتحدث الألسن في مقاهي المدينة، أن ما ضاعف بروز الظاهرة للعيان هي التخفيضات الأخيرة لتذاكر الرحلات الجوية المحلية، ما ساهم في تقريب المسافات وسهل عملية التنقل من الدار البيضاء إلى العيون، في الوقت الذي كانت تنظر الساكنة من هذا الامتياز، المساهمة في نمو المدينة اقتصادياً باستقدام المستثمرين.

لقد تفاجأت مدينة العيون، بنمو الاستثمار في “الجنس الناعم”، وبروز ظاهرة غريبة عن المجتمع الصحراوي المغربي، في غياب أدنى مراقبة ومتابعة للجهات الأمنية والسلطات المحلية، فأينما وليت وجهك تجد شققاً مفروشة مغلقة وموجهة للكراء السريع، تبلغ سومة الليلة الواحدة 300 درهم أو أكثر مع تباين أنواع الزبناء، وحسب الزمان والمكان ونوعية المرافقين.

لكل مكان زبائن، ولكل زرع (كيال) كما يقال، ففي فم الواد قرب فيلا والي العيون، يجد الزائر شقق فاخرة وفيلات (هاي كلاس) لا يعلم أحد كيف ولا متى نبتت هناك، يخصصها أصحابها لإحياء الليالي الحمراء، والزبناء من السياح، يأتون من العيون وأيضا من مدن وبلدان بعيدة، كحالة أحد المسؤولين السابقين بالعيون الذي يأتي عند نهاية كل أسبوع، في ضيافة إحدى النسوة المحسوبات على العمل الجمعوي التي تتخذ شقة معلومة كمكان لسهرات لا تنتهي، فمن ينهي هذا العبث؟.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.