سلط المشاركون، في لقاء نظم، اليوم الأربعاء، بمراكش، الضوء على أهمية ودور الرقمنة والتكنولوجيات الحديثة في تدبير قطاع القطارات فائقة السرعة.
وأكد المشاركون في جلسة نظمت، تحت عنوان “الاقتصاد والرقمنة والهندسة”، في إطار أشغال الدورة 11 للمؤتمر العالمي للسرعة الفائقة السككية، أن الحلول والخدمات التي توفرها الرقمنة كفيلة بإيجاد حلول للتحديات التي يواجهها تدبير القطاع السككي بشكل عام، والقطارات فائقة السرعة، على الخصوص.
وأبرزوا أن رقمنة عمليات تدبير الخطوط السككية ستمكن من تطوير القطاع وتساهم في النهوض بعمليات السكك الحديدية الرقمية، وتمكين نماذج الأعمال القابلة للتطوير وتقديم خدمات وحلول رقمية جديدة للمجال.
وأشاروا إلى دور التكنولوجيات الحديثة في تقديم خدمات جديدة وقدرتها على تحسين الاستفادة من عمليات السكك الحديدية الحالية، وعلى مساعدتها في مجال الصيانة التنبؤية، مضيفين أن تكنولوجيات مثل التصوير الجوي والتصوير بالأقمار الصناعية، أثبت قدرتها على تقديم حلول لمشاكل القطاع، في المناطق التي استخدمت فيها.
وسجلوا أن هذه التكنولوجيات تمكن من جمع معطيات مختلفة باستخدام المستشعرات، كما أنها تمكن من الحصول على مجموعات كبيرة من الإحداثيات ثلاثية الأبعاد تستخدم لإنشاء نماذج ارتفاع رقمية مفصلة ونماذج ثلاثية الأبعاد للتضاريس التي تمر منها السكك الحديدية.
وتابعوا أن التكنولوجيات الحديثة توفر تطبيقات قادرة على حساب السرعة القصوى المسموح بها للقطارات، وتحديد التجاوز على حق الطريق وتحليل المسار وظروف الطريق وتحليل حالة حق الطريق وتخطيط طرق جديدة وتحسين المرافق وكذا صيانة وتشغيل السكك.
وشدد المشاركون في هذه الجلسة على أن استخدام الذكاء الاصطناعي في العمليات السككية لا مناص منه، من أجل تطوير عمليات التدبير السككي، مبرزين أن التدبير باستخدام الذكاء الاصطناعي يساعد عمليات التدبير البشري بواسطة أنظمة الكمبيوتر.
وأضافوا أن هذه العمليات تتضمن التعلم والاستدلال والتصحيح الذاتي وتحليل المعطيات وأتمتة المهام المختلفة وتحديد الأنماط وتحديد وتصنيف الصور والتنبؤ بناء على المعطيات التاريخية، وكذا تحديد الأسواق الجديدة المحتملة للنقل بالسكك الحديدية.
وتجدر الإشارة إلى أن برنامج هذا اليوم من مؤتمر السرعة الفائقة لسنة 2023 بالمدينة الحمراء، والذي ينظمه، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، المكتب الوطني للسكك الحديدية، بشراكة مع الاتحاد الدولي للسكك الحديدية، تضمن العديد من الموائد المستديرة والجلسات، تناولت مواضيع تتعلق بالمجال السككي.
وتتواصل أشغال المؤتمر، المنظم تحت شعار “السرعة الفائقة السككية : السرعة الأنسب لكوكبنا الأرضي”، إلى غاية 10 مارس الجاري، بمشاركة كافة الفاعلين في مجال السرعة الفائقة عبر العالم.