أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، السيد مصطفى الكتيري، اليوم الأربعاء بالرباط، أن ذكرى تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال حدث جيلي ونوعي في ملحمة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال وتحقيق السيادة الوطنية والوحدة الترابية.
وأشاد السيد الكثيري، خلال مهرجان خطابي نظمته المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير بمناسبة الذكرى 79 لتقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال، بما يتضمنه سجل تاريخ الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والوحدة الترابية من صفحات مشرقة زاخرة بالقيم والمعاني والعبر التي يجدر بالأجيال الحاضرة و الصاعدة الاغتراف من معينها لما تمثله من رمزية ودلالات عميقة تجسد انتصار إرادة العرش والشعب والتحامهما الوثيق دفاعا عن المقدسات الدينية والثوابت الوطنية.
وأكد أن وثيقة المطالبة بالاستقلال كانت في سياقها التاريخي والظرفية التي صدرت فيها، ثورة وطنية بكل المعاني والمقاييس عكست وعي المغاربة ونضجهم وأعطت الدليل والبرهان على قدرتهم وإرادتهم للدفاع عن حقوقهم المشروعة وتقرير مصيرهم وتدبير شؤونهم بأنفسهم وعدم رضوخهم لإرادة المستعمر وإصرارهم على مواصلة مسيرة النضال التي تواصلت فصولها بعزم وإصرار في مواجهة النفوذ الأجنبي إلى أن تحقق النصر المبين بفضل ملحمة العرش والشعب المجيدة.
ووصف المندوب السامي وثيقة 11 يناير 1944 بالجوهرة التي زينت ورصعت مسيرة الكفاح الوطني من أجل الحرية والاستقلال والسيادة الوطنية.
وأكد على التعبئة المستمرة و اليقظة الموصولة لأسرة المقاومة و جيش التحرير كسائر فئات و أطياف المجتمع المغربي و الاجماع الوطني وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل صيانة الوحدة الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية.
من جانبه، أبرز رئيس المجلس العلمي المحلي بالرباط، محمد أصبان، على أن يوم تقديم وثيقة المطالبة بالاستقلال شكل يوما مشهودا في تاريخ النضال الذي عرفه المغرب ضد الاستعمار، و أظهر من خلاله التلائم الوثيق و الترابط المثين القائم بين العرش العلوي المجيد و الشعب المغربي.
وأكد أن “تخليد الذكريات الوطنية المجيدة هو جزء من تاريخ أمتنا، و التيي يجب استحضارها بكل اعتزاز و تذكير الناشئة و الجيل الصاعد بها “.
وتضمن برنامج المهرجان الخطابي تنظيم ندوة علمية حول موضوع “وثيقة 11 يناير 1944 : قراءات و مقاربات”، كما تم التطرق إلى السياقات الوطنية والدولية لوثيقة المطالبة بالاستقلال.
وترسيخا للسنة المحمودة و التقليد الموصول للوفاء و العرفان برجالات المغرب الذين أخلصو للوطن، تم تكريم تسعة من صفوة قدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير المنتمين للنيابة الجهوية بالرباط.
كما حرصت المندوبية السامية لقدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير على تخصيص إعانات مالية لعدد من قدماء المقاومين و أعضاء جيش التحرير و أرامل المتوفين منهم.