غير بعيد عن القصر الملكي العامر بالرباط ، وبالمحاذاة اللصيقة لمقر وكالة المغرب العربي للأنباء – البناية الجديدة – تعلوها راية حمراء تتوسطها نجمة خضراء ترفرف مزهوة بشموخها المستمد من عزة ومجد مملكة عريقة في التواجد ، يوجد فرع للصندوق الوطني لمنظمات الإحتياط الإجتماعي ” كنوبس” تعلو سطح بنايته للأسف راية لاتنتمي أبدًا للعلم المرفرف فوق بناية لاماب ، بل لا يشرف شكلها الإنتماء إلى هذا الوطن العزيز و لا لأرواح قدمت نفسها تضحية له ، ولا لشهداء أبطال أريقت دماؤهم العطرة من أجله ، فبمجرد نظرة خاطفة جد مقتضبة إليه في رمشة عين ، تجعلك تشعر بالإشمئزاز متسائلا هل لهذه المؤسسة فعلا من ربان يدبر شؤونها أم أن ما يعانيه المنخرطون من إهمال للملفات وتأخر التعويضات هو ماتعانيه الراية القابعة في قمة البناية منذ أمد بشكل مقزز ؟
فلازالت نفس الإختلالات القديمة الجديدة ، تواجه المواطنين المغاربة مع هذا الصندوق والجاثمين على رأس تدبيره منذ الأزل رغم تجاوزهم السن القانونية ضدا على القوانين ، حيث تتراكم الملفات العالقة ويتأخر إرجاع مصاريف العلاج ، فضلا عما يعانونه من إرتفاع تكلفة الاستشفاء والأدوية التي تتطلب الدفع المسبق دون أن تتمكن فئات كبيرة تعاني المرض والفقر والهشاشة من الدفع القبلي لمواجهة الأمراض والتماثل للشفاء ، رغم ما قيل عنه في بلاغات مزركشة أن هناك إجراءات جديدة لتبسيط مساطر التسجيل والتصريح بذوي الحقوق في إطار التأمين الإجباري عن المرض بالقطاع العام ، دون أن تصادفك بلاغات تبشر المنخرطين بكيفية تسريع “كنوبس” لمعالجة الملفات العالقة والتعجيل بصرف التعويضات في آجال جد معقولة ، والحد من تلقي شكايات المتضررين ، والقطع مع توافد فيالق من المشتكين الى مقر ” كنوبس” للاستفسار عن مصير ملفاتهم وكأنهم يبحثون داخل مقبرة عن عزيز لهم إختفت معالم مكان دفنه .
لكن لاغرابة ، فالعنوان بارز بالنظر لمآل راية العز والسؤدد ، لمنتدى الأحرار الممزقة المهترئة المنصوبة أعلى البناية منذ مدة طويلة ،في تحقير واضح للرمز الوطني المقدس ، وبذلك صدق المثال القائل : ” أمارة الدار على باب الدار”.
هذا المكتب يعرف الكثير من التجاوزات للأسف!