تفاجئ عبد اللطيف لقرع، وبدون إشعار مسبق ،وهو الرجل الوديع البسيط في عيشه ومأكله وملبسه، إلى جانب أسرة متواضعة جدا ، داخل الحي القديم الملاح بالمدينة العتيقة الرباط، بضيف ليس كباقي الضيوف الذين ألفهم من فقراء الساكنة المجاورة العادية ، بل هو ضيف محاط بعدد من رجال الأمن الخاص والعمومي ، وأصوات الجهاز اللاسلكي تكسر بين الفينة والأخرى جدار الصمت والترقب ، الممزوج بكلمات الترحيب المكررة,, مرحبا ,,, تفضلو مرحبا ,,, ، وهو يستمع للمرافق يقول له ,,, واش نت لي ساكن هنا ,, هاد السيد راه تزاد فهاد الدار وبغا يزورها هو وختو ومراتو والسيد السفير ….وهاد الناس لي معه، بغا يتفكر والديه وجدودو ,,,, المعني بهذا الحديث لم يكن سوى السيد أمير أوحنا وزير الأمن الداخلي في الحكومة الإسرائيلية الحالية ، و الذي كان مرفوقا بوفد يتكون من حوالي ثمانية أفراد .
الحي اليهودي الملاح بالرباط ، وهو جزء من موقع تراث عالمي ، يقع فوق الجرف المطل على نهر أبي رقراق ، بني سنة 1808م في عهد السلطان مولاي سليمان بن محمد ، سكن به مايزيد عن 6000 يهودي حينها في أمن وآمان ، ولازال الحي قائما إلى يومنا هذا ، بل وتحتفظ أزقته بالأسماء اليهودية كدرب بوحبوط ، ودرب حزان كوتيل ، ودرب الزاكوري ، ودرب شالوم الزاوي ، وزنقة دافيد كوهين ، ودريبة عطياس ، وآزقة أخرى سميت جميعها بأسماء يهود أثروا حينها في المجتمع اليهودي والمغربي على حد سواء .
وقد خص السلاطين العلويون اليهود بحماية خاصة ، لدرجة أن السلطان محمد التالث بن عبد الله أصدر ظهير التوقير ، لحماية اليهود ، وصار على نهجه العديد من الملوك المغاربة بعده على مر العصور ، كما أن كنيس ” المعبد اليهودي ” ربي شالوم الزاوي ” لازال قائما وعليه حراسة أمنية يومية ، تقام فيه الشعائر الدينية ليومنا هذا ، وقد أمر الملك محمد السادس مؤخرا بإعادة ترميم الحي بأكمله بما في ذلك جل المنازل الآيلة للسقوط في إطار مشروع تهيئة أبي رقراق,
وعن فحوى الزيارة ، يقول عبد اللطيف لقرع ، آنه رغم المباغثة والإرتباك فقد قام بما تمليه عليه الضيافة في حدود إمكانياته الضئيلة ، فرحب بهم أيما ترحاب ، ورغم ضيق اليد ، فقد سارعت زوجته السيدة رجاء بتقديم الشاي المغربي و” الرغايف والبطبوط ” وزيت المائدة والخبز ، والإبتسامة الممزوجة بالإرتعاش لاتفارق عبد اللطيف ، كما زوجته وأبنائه اليافعين التلاثة شابين وأختهما ، والحياء يعلو محياهم مرحبين بضيف فوق العادة .
وزير الامن الداخلي أمير أوحنا في صورة تذكارية مع عائلة عبد اللطيف لقرع بالبيت الذي ازداد فيه بحي الملاح الرباط
وزير الأمن الداخلي لإسرائيل ، والوفد المرافق له ، أخته وزوجته ودبلوماسي بدرجة سفير ، وعدد من النسوة ، قاموا بتفقد كل ركن من المنزل البسيط الذي ازداد فيه هو وإخوته وترعرع فيه ، إنطلاقا من الطابق السفلي مكان ولادته حيث يسكنه الآن جيران عبد اللطيف ، وصعد السطح ، حيث وجد في استقباله كلبا بوليسيا شرسا يعود لإبن عبد اللطيف ، تقدم إليه الضيف الوزير بجرأة ، ومازحه بكل شجاعة يقول المتحدث ، مضيفا أن تصرفاته شعبية ، وتبدو عليه ملامح الجرأة والثقة في النفس وحبه الكبير للمغاربة وللملك.
عبد اللطيف لقرع ، في سؤال كاب 24 له حول ارتساماته عن هذه الزيارة ، وشعوره بالتعايش الذي أرسى دعائمه ملك البلاد ، قال إن السلام من حق جميع الأديان بلا فرق ، وأن السلام مع اليهود والإسرائيليين له منافع أفضل من الضرر الذي يلحق المغرب من إيران من حيث دعمها لجبهة البوليساريو الإنفصالية .
الفيديو الموالي تجري من خلاله كاب 24 حوارا مع المستضيف حول زيارة وزير الأمن الداخلي والوفد المرافق لبيته بحي الملاح الرباط :