أجمع المشاركون في ندوة نظمت، أمس الأربعاء، بالعيون، على أن المشاركة المكثفة في الاستحقاقات الانتخابية الأخيرة، تعكس إرادة ساكنة الأقاليم الجنوبية للمملكة في أجرأة مخطط الحكم الذاتي الذي قدمه المغرب، في أقرب الآجال.
وذكر المشاركون في هذا اللقاء، المنظم من قبل المرصد الوطني لحقوق الناخب، الذي يتوفر على الصفة الاستشارية بالمجلس الاقتصادي والاجتماعي التابع للأمم المتحدة، أن مشاركة الساكنة المحلية في المسلسل الانتخابي تؤشر على أن مخطط الحكم الذاتي هو الحل الوحيد الذي يأخذ بعين الاعتبار انتظارات سكان الأقاليم الجنوبية للمملكة، والذي يمكنهم من انتخاب ممثليهم الشرعيين بطريقة ديمقراطية، ومن تدبير شؤونهم المحلية في أجواء من الديمقراطية والاستقرار.
كما سجلوا خلال اللقاء، الذي تناول موضوع “الناخب الصحراوي ومشروعية التمثيل الديمقراطي”، أن تصويت ساكنة الصحراء المغربية بكثافة في مختلف الاستحقاقات الانتخابية، التشريعية والجهوية والجماعية، لشهر شتنبر 2021، والتي كانت الأعلى على الصعيد الوطني، يؤكد تشبثها بالوحدة الترابية للمملكة، وتفعيل الجهوية المتقدمة والنموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية.
وقال رئيس المرصد الوطني لحقوق الناخب، خالد الطرابلسي، في كلمة بالمناسبة، إن هذا اللقاء يروم إغناء النقاش حول دور الناخب الصحراوي في الدينامية الإيجابية التي تعرفها الجهات الجنوبية للمملكة، لاسيما مع تفعيل النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية، وفي ضوء الدعم الدولي المتنامي لمغربية الصحراء ولمخطط الحكم الذاتي، باعتباره الحل الوحيد والأوحد للنزاع المفتعل حول الصحراء المغربية.
وأوضح أن انخراط الناخب الصحراوي في المسلسل السياسي من أجل تدبير شؤونه المحلية يكرس المشروعية التمثيلية، ويعزز سياسة الوحدة الوطنية ويفضح المناورات الانفصالية لأعداء الوحدة الترابية للمملكة، كما أنه يؤكد مغربية الصحراء، المعززة بالحقائق التاريخية الثابتة.
وأضاف أن المشاركة في الاستحقاقات الانتخابية بشكل متتال تعكس ثقة سكان الأقاليم الجنوبية في مؤسسات الدولة، وكذا تشبثهم الراسخ بالوطن وبثوابته العليا، مضيفا أن تنظيم هذه الاستحقاقات يضمن حقوق الساكنة في ما يتصل بالتدبير الديمقراطي لشؤونها المحلية، في إطار السيادة والوحدة الترابية.
من جهته، أبدى رئيس المجلس الجماعي للعيون، مولاي حمدي ولد الرشيد، ارتياحه إزاء نسبة المشاركة القياسية بالأقاليم الجنوبية في الاستحقاقات الانتخابية، التشريعية والجهوية والجماعية، لشهر شتنبر من السنة الماضية، مشيرا إلى إشادة المنتظم الدولي بهذه الاستحقاقات.
وأوضح أن الانخراط الجماعي في هذا المسلسل السياسي يشهد على ثقة سكان الأقاليم الجنوبية إزاء تنمية بلدهم، ويؤكد تشبثهم بالوحدة الترابية للمملكة. ويشكل اللقاء “محطة إعدادية للتظاهرة الدولية التي يعتزم المرصد تنظيمها بمقر مجلس حقوق الإنسان بجنيف خلال شهر نونبر المقبل”، تزامنا مع التقرير الوطني الرابع لآلية الاستعراض الدوري الشامل.
وناقش المشاركون خلال اللقاء، أيضا، محاور تتعلق بـ “الناخب الصحراوي وسؤال المشاركة الانتخابية بالمناطق الجنوبية”، و”الناخب في المنظومة القبلية الصحراوية : بين مبدأ البيعة وتأكيد مغربية الصحراء”، إضافة إلى “التمثيل السياسي في المؤسسات الدستورية، أساس لشرعية الناخب الصحراوي”، و “المشاركة السياسية والانتخابية لساكنة الأقاليم الجنوبية”.