ONCF 970 x 250 VA

بعد إيفادها لعدد من المبعوثين إلى العواصم العربية..هل تنجح الجزائر في عقد القمة العربية؟ محلل يجيب

0

في إطار التحضير للقمة العربية المقبلة المقرر عقدها بالجزائر العاصمة في فاتح نونبر المقبل، وإيفاد الجزائر  لعدد من المبعوثين إلى العواصم العربية، حاملين دعوات إلى جميع قادة الدول الأعضاء بجامعة الدول العربية، كشفت وزارة الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أمس  الأربعاء، أن وزير العدل الجزائري، سيحل بالمغرب، من أجل تسليم الدعوة للملك محمد السادس للمشاركة في هذه  القمة.

وأمام اشتراط أغلب بلدان  المنطقة الاقليمية، حضور  المغرب في هذه  المحطة المهمة تكون المجهودات الدبلوماسية  المغربية  تكللت  بالنجاح  بعد تأكيد  مشاركة  الرباط في “القمة العربية”.

وعن الدعوة الموجهة  للمغرب،  قال حسن بلوان  محلل  وخبير في العلاقات الدولية “هي دعوة عادية في الأعراف الدبلوماسبة بارسال مبعوثين خاصين لحضور المؤتمرات والقمم بين الدول الأعضاء، لكنها في نفس الوقت طوق نجاة للموقف الجزائري المحرج الذي اصطدم بالرفض العربي لانعقاد القمة دون المملكة المغربية”.

وتابع  بلوان  في تصريح  لموقع كاب 24، “جميع التحركات الجزائرية كانت تجس النبض محاولة عزل المغرب عن عمقه العربي، لكن المكانة المتميزة التي تحظى بها المملكة عند الاشقاء العرب افشل هذه المخططات الخبيثة وانتصر المجلس الوزاري العربي للمغرب، من خلال الإشادة بالدور الذي يلعبه جلالة الملك محمد السادس في الحفاظ على الاجماع العربي وحل القضايا العربية”.

المحلل والخبير في العلاقات الدولية، أوضح أن المملكة المغربية وأمام هذه الخلافات “تعتبر من  الدول العربية القليلة التي تتعاطى مع القضايا العربية بكل تجرد ومسؤولية دون اجندات سياسية أو مكتسبات لحظية، وهذا ما جعل المغرب يحظى بثقة جميع مكونات الفضاء العربي، لذلك المغرب مستعد لحضور القمة العربية وإن كانت تحتضنها الجزائر المعروفة بعدائها الصارخ للمغرب.”

وفي الوقت الذي أكد فيها  ناصر بوريطة، وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، أن القمة العربية المقبلة يجب أن تنعقد على أساس الالتزام بالمسؤولية، بعيدا عن أية حسابات ضيقة أو منطق متجاوز.

يؤكد حسن بلوان لموقعنا، “أن المغرب سيحضر لهذه القمة  وسيتحدد مستوى التمثيل المغربي وفق معياري التعامل الجزائري مع الوفد المغربي، ثم حجم التمثيل العربي الذي سيتحدد مع اقتراب موعد القمة”.

وقال الخبير والمحلل السياسي “بقراءة سريعة لمجريات الأحداث الأخيرة أصبح الموقف المتزن للمغرب، بإعلانه حضور القمة وتقريبه وجهات النظر العربية هو طوق النجاة للقمة العربية التي كانت مهددة بالتأجيل”.

واذا كان خبر تأجيل هذه القمة انتشر فور الإعلان عن تنظيمها بالجزائر، خاصة في اطار الخلافات/الاختلافات التي تعيش على وقعها الدول المنضوية تحت لواء جامعة الدول العربية والتوترات التي تطبع علاقات البلدان العربية، يرى الأستاذ حسن بلون ” أنه من  الصعب التكهن بتأجيل القمة العربية المقبلة في الجزائر بعد إجتماع المجلس الوزاري الأخير في القاهرة”.

واستطرد حسن بلوانلكن كانت هناك مؤشرات قوية على تأجيل القمة بحكم الخلافات العربية البينية من جهة والتصرفات الجزائرية المزعجة للفضاء الغربي من خلال تقاربها مع ايران وتوفير الغطاء للتدخل الإيراني في مجموعة من المناطق العربية، بالإضافة إلى تفجير المنطقة المغاربية، من خلال الضغط على تونس ثم التهجم المتكرر على المملكة المغربية، ناهيك عن الركوب على القضية الفلسطينة واستغلالها للهجوم على بعض الدول العربية…”

وتابع المتحدث ذاته:”كل هذه التصرفات كادت أن تعصف بالقمة المقبلة وتعالت اصوات تأجيلها مما جعل الجزائر، تتراجع عن بعض التصرفات وتخفف من حدة الخطاب اتجاه الفرقاء العرب طمعا في نجاح هذه القمة وانعقادها في موعدها، لأن الجزائر  تعرف أن الفشل في تنظيم القمة ضربة قاسية للدبلوماسية الجزائرية خاصة وأنها تحمل شعار “لم الشمل العربي”.

وفي الوقت الذي تواصل  الجزائر حراكها الدبلوماسي من أجل إنجاح تنظيم  هذه القمة، يرى المحلل والخبير في العلاقات الدولية أن”نجاح القمة رهين بتخفيف الضغوط الجزائرية على بعض الدول العربية وكبح جماح معاكستها للمصالح المغربية في الوحدة الترابية، خاصة بعدما ووجهت بالرفض المطلق من الدول العربية وبأن حضور القمة رهين بوقف هذه الاستفزازات”.

وختم المحلل عينه تصريحه بالقول  “اعتقد أن الجزائر ما دامت ملتزمة بمبادئ الإجماع والعمل العربي المشترك، فإن القمة ستنعقد في الفاتح من نونبر، كما اتوقع أن يكون التمثيل الدبلوماسي لمجموعة من الدول العربية سيكون منخفضا، لأن معظم دول الخليج منزعجة من التقارب الجزائري الايراني ومعظم الدول العربية تستنكر العداء المجاني الذي تكنه الجزائر اتجاه المغرب”.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.