كاب 24 : الكارح أبو سالم
مباشرة بعد خطورة الفعل غير المحسوب الذي قام به الرئيس التونسي قيس سعد ، لإستقباله الرسمي عشية يومه الجمعة لزعيم الجبهة الإنفصالية إبراهيم غالي ، على هامش قمة طوكيو للتنمية الإفريقية تيكاد 8، وبعد بلاغ وزارة الخارجية المغربية التي عبرت من خلاله عن رفضها لهذا السلوك الذي يضاعف المواقف والأفعال السلبية المستهدفة للملكة المغربية ومصالحها العليا بعد إن إستدعت تونس وبشكل أحادي وغير مسبوق الكيان الإنفصالي ، يؤذي كثيرا مشاعر الشعب المغربي وقواه الحية ، ربطت كاب 24 الإتصال الهاتفي المباشر بتونس مع الدكتور عبد اللطيف الحناشي ، مؤرخ تونسي أستاذ التاريخ السياسي المعاصر والراهن بجامعة منوبة ، وألقت عليه سؤالا يتعلق بارتسامته الأولية فيما يتعلق بهذا العمل غير المقبول بتاتا .
بهذا الصدد ، قال المؤرخ التونسي الحناشي، إن ماقام به رئيس الجمهورية موقف غير منتظر باعتبار العلاقات التاريخية المتميزة التي تربط البلدين من ناحية ، وباعتبار الموقف التونسي الحيادي التقليدي اتجاه المسألة هو موقف اتخذه منذ مدة الراحلين بورقيبة وبن علي وحتى الباجي الذين لم يستقبلوا أثناء القمم العربية التلاث 2019، 2004، 1979 غير الوفود العربية الرسمية ، ولاشك _ يضيف نفس المتحدث _ أن هذا الموقف الصادر عن قيس يعتبر نشازا سيضر بالعلاقات بين الدولتين .
وفي نفس السياق ، تساءلت كاب 24 مع الدكتور المؤرح التونسي السيد الحناشي ،عن المدة الزمنية التي يمكن أن تظل فيها العلاقات متوترة جراء هذا الفعل غير المقبول للرئيس التونسي ، قال الحناشي ، أن تونس لازالت تعيش تحت الضغوطات ، وأن هذا الطارئ سيمر كسحابة صيف _ بتعبير الحناشي _ لأن المسألة الآن تبدو نسبيا معقدة حسب تواصله مع بعض المهتمين بمواقع مسؤولة مختلفة ، لكون الدعوة جاءت من الإتحاد الإفريقي بتنسيق مع اليابان لتنظيم المنتدى ، وأنها هي التي إستضافت البوليساريو ، وبالتالي وحسب ماوصله من معلومات أن الرئيس كان مضطرا لهدا الإستقبال ، وبعد الإستفسار لماذا لم يقم شخص آخر بهذه العملية بمستوى أدنى ,, لم يكن هناك جواب _ يقول الحناشي _
وعن سؤال لكاب 24 ، ألم يحسب الديوان الرئاسي عواقب هذا الإستقبال الرسمي غير المقبول ؟ أجاب الدكتور الحناشي ، أن الدبلوماسية بل البلاد برمتها تعيش أوضاعا غير مستقرة ، فضلا عن سوء الإدارة بما في ذلك وزارة الخارجية ، وبالتالي لم تكن هناك حسابات دقيقة لهذا الإستقبال النشز ، والتداعيات الممكنة لهذه العملية ، كما أن نوعا من البرود يسود العلاقات المغربية التونسية منذ مجيئ قيس سعيد لدفة الحكم ، ولكن رغم ذلك لازالت العلاقات الإقتصادية والعلمية الثقافية مستمرة ، حيث تسجل عدد كبير من الطلبة التونسيين بالجامعات والكليات المغربية ، وتضاعفت مؤخرا أعدادهم ، كما أن سعادة السفير المغربي بتونس ، يعتبر من أكثر السفراء نشاطا في كل الميادين الثقافية والإقتصادية ، كما أن علاقة النخبة التونسية للمغرب بشكل عام ، ممتدة وواسعة ولها مظاهر عديدة وهذا الموقف سيثير الكثير من الإحتراز من طرف النخب بشكل عام في مواجهة الذين يساندون الرئيس في مواقفه.