ONCF 970 x 250 VA

خطير :قبل أن يصبح “والو” والي أكادير هل يعلم بجسامة هذا الموضوع؟

0

كاب 24 : الكارح أبو سالم 

” خطر الموت ” عنوان مكتوب على لافتة معلقة بباب   مركز تحويل التيار الكهربائي ، وتحتها  بيانات طويلة تتضمن طرق إسعاف بعض الحالات التي قد تتعرض للتماس الكهربائي ,, لحد الساعة الأمور قد تبدو جد عادية ، لكن تعالى معنا لنزهة خفيفة بتيكوين بأكادير لنقف عند ما هو أغرب من الغرابة، وأعجب من العجب ، بل وجب إضافتها لعجائب الدنيا السبع لتصبح الثامنة في المغرب . وأنت تتجول بتيكوين في أكادير ، فتتوقف أمام مطاعم مصطفة تغريك برائحة لذة المأكولات المنبعثة منها ، فتجبرك حتما على الدخول عندها  لإشباع شهيتك ، فتقرر أخذ قسط من الراحة ، وتناول طاجين المعزي السوسي  أو إحتساء كؤوس الشاي بنعناع تزنيت ،لكن مما أشرنا إليه كونه غريب وغير مقبول نهائيا حتى في نواديبو أو الموزنبيق ، ستجد نفسك مخيرا بين الجلوس بمدخل المطعم  على طاولة ملتصقة بالأبراج الكهربائية الحديدية الحاملة لأسلاك التيار الكهربائي ذات الضغط العالي ، وعليها علامة ” خطر الموت ” مما يجعل شهيتك تتوقف في حينها ،  أو بداخل المطعم _ وهنا الطامة الكبرى _ ستجد نفسك وأسرتك وباقي زبناء المطعم ، أمام قنبلة موقوتة ، ألا وهي مركز تحويل التيار الكهربائي تابع للمكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب ، كتب عليه هو الآخر تحذير خطر الموت ، فلمن ياترى يوجه المكتب الوطني هذا التحذير ؟ هل لعموم المواطنين ، أم لمستخدميه أم للسلطات التي توجد بها معداته أم للجميع ؟ الأجدر أن يحول التنبيه لواضعه قبل كل شيئ.

Whatsapp image 2022 07 20 at 11 38 43 (1)
محول كهرباء الضغط العالي بداخل المطعم وسط الزبناء
محول كهرباء الصغط العالي بداخل المطعم
لمن موجهة هذه اللافتة من داخل المطعم ” خطر الموت “

من أجل إستجلاء حقيقة الأمر ، وبعد أخذ لقطات للجريمة الإنسانية بكل المقاييس ، وللحفاط على الأمانة في نقل الخبر الصحفي  اليقين، تنقل مبعوث كاب 24 رأسا صوب المدير الجهوي للمكتب الوطني للكهرباء بأكادير  صباح أمس التلاثاء ، غير أنه _ حسب السكرتارية _ وجد خارج مكتبه في إجتماع مع السيد العامل ، ولا نعتقد أن جدول الأعمال يتضمن مثل هذه الخروقات ، وبالتالي أشير على المبعوث للتوجه إلى مكتب رئيس المصلحة ، الذي وجد هو الآخر خارج العمل بعلة تناول الغذاء حوالي الساعة الحادية عشر والنصف ، فاضطر المبعوث للعودة بعد الزوال حوالي الساعة الرابعة إلا ربعا .

هذه العودة أبانت على أن كل التحركات كانت توحي بأن زيارة الصحفي غير مرغوب فيها بالمديرية الجهوية للمكتب الوطني بأكادير ، فقد أعطى المدير تعليماته لكاتبته بإحالته على أي إطار تقني_ دون إستقباله طبعا _  ، مما إضطرت معه الكاتبة وهي محرجة  التنقل عبر تلاث مكاتب ، إلى أن استقر الأمر لدى أحدهم ” ع م ” حيث أبدى هو الآخر  إنزعاجه في البداية قائلا : ” كان على الأقل تاخذ معانا موعد باش نكونو مستعدين “مضيفا ,, لامايمكنش تسجلني ,, نقدر نعطيك غير الورقة والستيلو تكتب صافي ، وبعد تأكده بأن الصحفي لديه موعد مسبق مع الكاتبة منذالصباح للعودة بعد الزوال ، بعدما إستحالت عملية مقابلة السيد المدير الجهوي الذي لم يستوعب بعد النص الدستوري في شقه المتعلق بأحقية المواطنين فبالأحرى الصحافيين في الحصول على المعلومة ، إنطلق الحوار مع هذا الإطار .

خلاصة الإستجواب كانت أغرب بكثير من الواقعة ، وتبين أن سلامة المغاربة هي أرخص بكثير من جناح باعوضة ، فبعد أن إطلع المستجوب على صور كارثة أسلاك التيار الكهربائي فوق رؤوس الزبناء الجالسين  ، أجاب : “هذا ماشي مشكل حيث معندوش علاقة بالمباني السكنية هذا راه غير على برا ديال المطعم ..” وعند إطلاعه على المحول الكهربائي المتواجد هذه المرة داخل المطعم ” ماشي على برا ” أجاب مرة أخرى : ” ماشي مشكل مادام عند التقنيين الممر كيفاش يدوزو للمركز المحول ؟” وبالتالي فإن المكتب لايتحمل أي مسؤولية مخالفة المواطنين لضوابط الإبتعاد عن المعدات الكهربائية .

إن المشرع لم يغفل أبدا مخاطر البناء أو القيام بأي نشاط عدا زرع الاشجار ، وخصها بقوانين أبرزها تحديد المسافة الإبتعاد في 25 متر عن الابراج الحاملة للأسلاك الهربائية ذات التيار العالي أو المتوسط والمنخفض ، كما أطر تدبيرها ومسؤوليتها بشراكة مع الدولة كمتتبع أولي للوقوف على مدى إحترام دفاتر التحملات، وقاية للسلامة والأمن الصحي والجسدي للمواطنين من تداعيات المغناطيس والتماس الكهربائي ، لكن بالنظر لهذه الحالة وحالات عديدة مماثلة ، يتضح جليا أن آخر هم بعض  المسؤولين بأكادير هو المواطن ، وبالتالي تنتقل المسؤولية في هذه النازلة من مقر المكتب الوطني للكهرباء والماء الصالح للشرب في مقره المركزي بالدارالبيضاء ، إلى من يمثل صاحب الجلالة على ولاية أكادير إيداوتنان .

 

  

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.