ONCF 970 x 250 VA

قصة صعود وسقوط أدريانو من نجم الكرة العالمية إلى رجل عصابات

0

كاب 24-إسماعيل بنحدو:

كان ديربي ميلانو أمس الثلاثاء، مختلف عن غيره لدى جمهور انتر، بل عند كل عشاق المستديرة، فالجميع شهد وجها مألوفا حضر في مدرجات جوزيبي مياتسا، رجل كان يحي جمهور الانتر والدموع تغلب عليه، إنه ادريانو ليتي ريبيرو لاعب النيراتزوري السابق وكما يقول عنه محبي السحالي الغريب الجميل الذي لم يعمر طويلا في الملاعب الاوروبية، هذا اللاعب الذي يتذكره جيدا عشاق العاب الفيديو (بيس2006).

ادريانو ليتي ريبيرو، كان من أكثر المطلوبين في اللعبة وواحد من نجومها بفضل قدمه اليسرى التي كانت الأفضل حينها فتسديدته كان يتكلم عنها الصغير والكبير، ونجوميته وصلت للقمة، فمن الطبيعي أن تسأل لماذا لم تطول رحلته في أوروبا وما قصة هذا اللاعب ؟

ربما هي من أغرب القصص التي قد تصادفها، عودتنا كرة القدم أن تحكي لنا قصص الصعود والكفاح، فأغلب نجوم اللعبة في يومنا هذا اتوا من الفقر والظروف الصعبة ونجحوا في الوصول للقمة، هذا ما أضفى للقصصهم جمالية خاصة حتى أنهم أصبحوا قدوة لغيرهم، لكن ادريانو على غرار الاخرين قصته تستحق أن تكون مرجعا للاخرين لا لكي يتخدوه كقدوة بل ليأخذ العبرة من تجربته وكيف انتهت به الامور.

ولد أدريانو يوم 17 فبراير عام 1982 في ريو دي جانيرو، والده ألمير لايت ريبيرو ووالدته روسيلدا ويبيرو، وكانت العائلة في مستوى متواضع مالياً، وكعادة الأطفال في البرازيل اهتم أدريانو بكرة القدم، واستغل ملاعب الشوارع لتكون ساحته لتنمية مهارته حتى إنه كان حافياً بدون حذاء.
اتخذ أدريانو كرة القدم لتكون طوق النجاة له وعائلته من الفقر، لذا كان جاداً في التقدم أكثر وبإيجابية مع لعبة “الساحرة المستديرة”، هو أراد أن يكون شهيراً وغنياً ويملك أحدث السيارات مثلما يرى مع نجوم الكرة، والحقيقة أن عائلته وقفت وراء ظهره لدعمه لتحقيق حلمه، خاصة والده فالرجل كان يبذل الغالي والنفيس، ليرى ابنه يحقق حلمه ويصبح نجما للكرة العالمية، هذا ما حصل بالفعل فاللاعب البرازيل تسلق درجات النجاح بسرعة مدهشة، فكانت فلامنجو  المحطة التي قادته للنجومية وبالتحديد نزلت به في ايطاليا فيورنتينا، بارما وصولا لانتر كانت أشبه بحلم جميل يعيشه الشاب البرازيلي، هناك في أوروبا كانت الأمور تسير معه بشكل مثالي لكن القدر عاد ليلعب لعبته فوالده الذي كان سببا في وصوله لما وصل اليه حينها عاد ليكون سببا فيما وصل اليه في يومنا هذا.

وفاة السند

تحدث أدريانو عن وفاة والده، قائلاً: “مأساتي بدأت فى نهاية عام 2004 عندما توفى والدي بعد تعرضه لأزمة قلبية، بعدها بدأت أسرف فى شرب الخمور حتى إدمانها، ولم استطع الإقلاع عنها ما أدى إلى زيادة وزني بنسبة مفرطة وتم إلقاء القبض علي مرتين بالملاهى الليلية”.
قائد إنترميلان السابق خافيير زانيتي، بدوره تحدث عن مأساة زميله البرازيلي، قائلاً: “أدريانو كان لديه أب، يعتني به كثيرًا ويجعله دائمًا في الطريق الصحيح، لكن أموراً غير معقولة كانت تحدث، لقد تلقى اتصالًا في يوم من البرازيل، وسمع الخبر، بدأ في البكاء، وأخذ في الصراخ، بعدما ألقى الهاتف على الأرض وماروتا قرر منذ ذلك الوقت أن يحتضنه”.
ظل أدريانو تائهاً نفسياً وفنياً وبدنياً من بعد وفاة والده، صبر عليه إنترميلان طويلاً، حتى قررت الإدارة بسبب هبوط مستواه بشكل كبير في يناير 2008، أن تعيده إلى البرازيل على سبيل الإعارة لنادي ساو باولو، أملاً في أن يعود لمستواه،لكنه لم يعد أبدا كما كان،أدريانو عاد إلى “أصدقاء السوء”، فمنطقته فيلا كروزيرو، بريو دي جانيرو، والتي تسمى بمدينة الصفيح، ترتفع فيها نسبة الجريمة بشكل كبير، وقد أثيرت حوله العديد من الأخبار التي تناولت قيامه بأعمال إجرامية. فالاكتئاب والخمر والمخدرات أوصلوا أدريانو لحالة  يرثى لها، لكن من عرف أدريانو سيعرف أن السبب الحقيقي الذي جعله يخسر نفسه هو وفاة والده فكما يقال الجرح لا ينسى..
ويبقى أجمل تعليق كتبه احد عشاق الانتر عن أدريانو، حين شهد أمس، “كان من الأجدر تقديمه بالجوسيبي مياتزا بهذه الكلمات ببالغ الفرح والحسرة ضيفنا اليوم من الزمن الجميل من حقبة الكالتشيو الذهبية التي كانت اقامته قصيرة لكنها رائعة ،كان لاعبا كبيرا قويا هزم كل خصومه، الا أنه خسر معركة وحيدةـــ كانت ضد مشاعره”.
ما يمكن أن يستفيده المرء من أدريانو أن الانسان إن لم ينتصر على مشاعره حتما لن ينتصر في معركة الحياة”.
اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.