ONCF 970 x 250 VA

النيابة العامة تستمع لإفادة رجلي أمن على خلفية قضية القاصر “القاتل-المقتول” بالصويرة

0

كاب24 – سعيد أحتوش:

علمت “كاب 24 تيفي” اللحظة، من مصدر مطلع، أن رجلي أمن، برتبة عميد شرطة، سيتم الإستماع إلى إفادتيهما صباح يوم غد الأربعاء 09 فبراير 2022 من طرف الوكيل العام للملك لمحكمة الإستئناف بأسفي، وذلك على خلفية قضية هزت الرأي العام المحلي بالصويرة، والوطني أيضا، والمتمثلة في آكتشاف حقيقة مهولة، شهر غشت 2021 وهي أن الطفل القاصر مراد، الذي كان في عِداد المبحوث عنهم، بسبب آقترافه لجريمة قتل، أصبح هو المقتول الذي قُتِل، بعد أن تعرض للإغتصاب، بداخل محلبة بمدينة الصويرة.

وتعود القصة المثيرة والمؤثرة هذه، والتي سبق وأن تطرقنا إلى فصولها، إلى منتصف ليلة 26 أبريل من سنة 2012 بنحو ساعة ونصف الساعة، حينها تم إشعار مصلحة المداومة الأمنية، بالعثور على جثة بداخل “محلبة تافراوت”، بالتجزئة الخامسة، بمدينة الصويرة، من طرف صاحب المحل المذكور (أ.ل)، والذي يعمل به إبن خاله (ع.أ)، قبل أن يجد “الأخير” جثة هامدة، ليخبر أفراد العائلة بالأمر، من بينهم شقيق “القتيل”، والذي أبلغ بدوره عن الواقعة، لتتنقل العناصر الأمنية بما فيها رئيس قسم مسرح الجريمة، ومساعده التقني، إلى عين المكان، ليتم العثور على جثة رجل أربعيني، بحسب تعبير ووصف محضر “الإنتقال والمعاينة والبحث والحجز”، تنبعث منها رائحة كريهة، ملقاة على ظهرها، عاريا من الأسفل، يلبس ثبانا أسود اللون، به آثار كدمات وجروح من الورك الأيمن والأيسر، وبقايا الغائط بمؤخرته، ومصاب بجروح في الرأس…، قبل أن يؤكد كل من شقيق “الضحية” المسمى (م.أ)، وآبن خاله (أ.ل)،  أن الأمر يتعلق بجثة شقيقه (ع.أ)، وهو ما صرحا به أيضا، خلال محضر الإستماع الذي أُنجِز لهما، ليتم حجز بعض الأغراض من طرف عناصر مصلحة مسرح الجريمة، من ضمنها سلسلة تخص الكلاب، من أجل آستغلالها في البحث، قبل أن يتم نقل الجثة، نحو مستودع الأموات، من أجل إخضاعها للتشريح الطبي، للتعرف على أسباب الوفاة، وبعد مباشرة التحريات والأبحاث الفورية، تم الإهتداء إلى شاهد، ويتعلق الأمر بخياط يتواجد محله بالقرب من المحلبة/مسرح الجريمة، يسمى (م.ح)، حيث صرح أن قاصرين يترددون على “محلبة تافراوت”، أحدهم يدعى (ع.ر)، والذي تم آستدعاؤه بمعية ولي أمره، للإستماع إليه في محضر قانوني، ليصرح أن “القتيل” كانت تجمعه علاقة بالقاصر المسمى مراد، والمعروف بشذوذه الجنسي، والذي كان يتردد على المحلبة المعنية…، قبل أن تتكرر نفس العبارة “معروف بشذوذه الجنسي”، خلال إفادة صديق آخر لمراد، ويسمى (ك.ب)، والذي أفاد أنه بتاريخ 21 من شهر ماي 2012 “ركزوا معي جيدا على التاريخ…، لماذا دعوتكم للتركيز؟..، لأن مراد توفي يوم 26 أبريل 2012 وصديقه يقول أنه آلتقاه وجالسه يوم 21 ماي 2021″، طلب منه مراد، آستضافته والمبيت بمنزله، خوفا من والده، بعد أن يكتشف أمره، بآستهلاكه للصاق العجلات، ليتوجها صوب منزل أحد أصدقاء (ك.ب) للمبيت به، قبل أن يغادرا المنزل المذكور، بعد أن تهجم عليهما أحد الشباب الذي كان متواجدا بالمنزل، والذي كان في حالة غير طبيعية، ليفرا عبر الأسطح نحو خارج المنزل، قبل أن يتوجه صديق مراد نحو المستشفى، لتلقي العلاج، عقب تعرضه للإصابة على مستوى جبينه، ومند ذلك اليوم يقول (ك.ب)، لم ير مراد…، صديق آخر لمراد، يسمى (ع.ب)، صرح خلال محضر الإستماع، أنه بتاريخ 20 ماي 2021 إلتقى بِ “الضحية” الذي كانت تنبعث منه رائحة الخمر، وطلب منه الأخير، الذهاب معا، للبحث عن مراد، قبل أن يعثرا عليه بقاعة للألعاب، ليذهب الجميع نحو إحدى المتاجر بشارع العقبة، لآقتناء سلسلة خاصة بالكلاب، وهي نفس السلسلة التي عُثِر عليها، بمسرح الجريمة، بحسب ما ورد في محضر الإستماع هذا، قبل أن يناولوا جميعا وجبة العشاء بمحل “الضحية”، ثم بعدها سيغادر صديق مراد (ع.ب) المحل، تاركا “الضحية” ومراد معا.

بآختصار شديد، إختفى القاصر مراد إبن الأم كبيرة، مند يوم 20 ماي 2012 لتقدم الأم بلاغا للمصالح الأمنية حول الإختفاء هذا، بعدها بأيام قليلة جدا، سيُطلب منها الحضور إلى مركز الشرطة، قبل أن يتم إخبارها أن آبنها مراد، متورط في جريمة قتل “مول المحلبة” والفرار، وبأنه موضوع مذكرة بحث….، قبل أن يتبين بعد ما يقارب العشر سنوات، وتحديدا خلال شهر غشت من سنة 2021 المنصرمة، أن آبنها مراد، هو من تعرض للإغتصاب والقتل، ووُجِدت جثته بالمحلبة، وبأن مَن آعتُبِر أنذاك الضحية، لم يكن سوى قاتل مراد ومغتصِبه، وهي الحقيقة التي ظهرت إثر آعتراف للجاني بعد تأنيب للضمير، بعد أن “عاد إلى الحياة”…، حيث ظلت عديد الأسئلة المحيِّرة مطروحة، بعد آكتشاف هذه الحقيقة المدوية، هل يتعلق الأمر بخطأ عفوي في التقدير، وفي تحديد المواصفات الدقيقة للجثة، خاصة من حيث السن، لأن أي شخص عادي، لو عاين الجثة، سيعلم أهي لقاصر أم لرجل أربعيني؟…، هل يُعقل أن تقول المصالح الأمنية “آمين”، لمجرد أن صرح شقيق “الضحية”/المجرم، وآبن خاله، أن الجثة هي لقريبهم، دون سَلك باقي الإجراءات؟…، ما محل تدخل وتقرير مصلحة مسرح الجريمة والتقنيون المختصون من الإعراب؟…، نفس الأمر أيضا يهم الطب الشرعي والمشرف على التشريح الطبي؟…، كيف لصديق القتيل مراد، يصرح في محضر الإستماع، بأنه آلتقى مراد بتاريخ كان خلاله مراد في عِداد القتلى؟…، لماذا ورود عبارة “كان معروف عنه شذوذه الجنسي”، تكررت لأكثر من مرة في المحاضر؟…، لماذا طُلِب من الأم من طرف الأمن أنذاك، بألا تدرج نداء البحث عن آبنها، عبر القناة الثانية، وغيرها من وسائل الإعلام؟…، هل  كان المجرم/القتيل آفتراضيا، يربط آتصالات هاتفيا مع قريبَيه اللذان أكدا أن الجثة تعود له..، ولو كان آحتمال ذلك شبه مستحيل، هل تم إخضاع هاتفي القريبَين للخبرة؟…، هل نحن أمام تقصير وهفوة في أداء المهمة، أم أن الأمر يتعلق بإخفاء وتهريب للقاتل من طرف جهة ما، بجعله ينتحل صفة القتيل؟…، أسئلة وغيرها من الأسئلة، ظلت وستظل مطروحة..، وظل معها ليس فقط إصرار الأم، بل وإصرار المتعاطفين معها، في معرفة الحقيقة الضائعة، وبأي ثمن.

بعد ذلك، سيتم إيفاد لجنة وُصفت بالرفيعة المستوى، من طرف الإدارة العامة للأمن الوطني إلى مدينة الصويرة، من أجل التحقيق وآستجلاء الحقيقة، وذلك بتفحص تقرير الطب الشرعي المنجَز في قضية الطفل القاصر مراد، سنة 2009 كما تم آنتشال جثة الراحل مراد، المغتربة في قبرها بالمقبرة الإسلامية بدوار العرب، تنفيذا لأمر الوكيل العام للملك لدى محكمة الإستئناف بأسفي، ونقل الرفات صوب مصلحة الطب الشرعي الرحمة، بمدينة الدار البيضاء، بناء على تعليمات رئيس النيابة العامة، بالإضافة إلى الإستماع إلى أقوال أم الضحية، وباقي الأطراف…، قبل أن نعلم مساء اليوم من مصدر مطلع، بخبر الإستماع إلى إفادة رجلي أمن، صباح يوم غد الأربعاء، من طرف وكيل محكمة أسفي.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.