كاب24 – جواد الأطلس:
تعيش قيادة البوليساريو أزمة خانقة تزداد حدتها يوما بعد يوم، ما دفعها إلى التهور وغلق معبر الكركرات قبل أزيد من عام تصديرا لازمتها الداخلية و توجيها للراي العام المخيماتي عن مشاكل الداخل نحو الخارج.
وكشف مصطفى سلمى ولد سيدي مولود، المدير الأسبق للأمن المركزي بالبوليساريو، في تصريحاته لـ”كاب24″، أن الخطوات الاستفزازية التي تقوم بها الجبهة عادت عليها بخسارة جديدة، بل وأعظم من ذي قبل بعد تأمين المغرب لطريق الكركرات حتى الحدود مع موريتانيا.
وأوضح المتحدث للموقع، أن الجبهة حاولت تسويق أكذوبة في المخيمات كون أنها استدرجت المغرب ليخرق وقف إطلاق النار وتجد الحجة للعودة لما تسميه “الكفاح المسلح” الذي به ستخرج به المغرب من “الصحراء” وتعيد به اللاجيئن إلى “وطنهم المستقل”، حسب ما تدعيه.
وأكد المسؤول الأمني السابق بالبوليساريو، أن هذا التسويق أعطى لقيادة الجبهة نفسا مؤقتا، قبل أن يكتشف شباب المخيمات الذين تأثروا بدعايتها أن ما سُّوق لهم هي أوهام و سراب، فالبوليساريو بعيدة جداً من أن تقارع المغرب عسكرياً، كما أن قيادتها إنما أرادت بإعلان الحرب التغطية على الهزيمة في الكركرات و رد الاعتبار لرموزها و ليس لغاية سيجد فيها صحراويو المخيمات مخرجا من الازمة التي يعيشونها منذ عقود، يشرح مصطفى سلمى.
وكشف مصطفى سلمى، أن المخيمات تشهد انقساماً تاماً بين الساكنة والقيادة المُنظمة التي ثبت أنها لا تخدم سوى مصالحها ولا يهمها إن مات صحراويو المخيمات أو عاشوا أمد الدهر لاجيئن، مبرزاً في السياق ذاته، أن سكان المخيمات صاروا يعلمون الكثير عن دعاية “التحرير والمغرب العدو” التي ترعرعوا وشبوا عليها.
وأبرز المسؤول الأمني بالجبهة سابقاً، أن شباب المخيمات يرزحون تحت ضغوط واقع حياتي ومعيشي بئيس لا توجد له حلول، خاصة وأن الجزائر تغلق حدود داخلها في وجههم وتمنع عليهم العمل خارج المخيمات. والمخيمات ليس بها من عمل غير أن تكون جنديا مع مقاتلي البوليساريو بأجر يعادل 30 أورو شهرياً.
وتجدر الإشارة، أن مصادر متطابقة من معارضي جبهة البوليساريو سبق وصرحت في تسريبات عديدة، أن تمويل الجزائر منذ سنة 1975 يبلغ 31 مليون دولار يومياً، تشمل تغطية للخدمات اللوجيستية وتسليح المقاتلين، وبعملية حسابية بسيطة فإن قصر المرادية منح “البوليساريو” منذ افتعال النزاع بالصحراء المغربية، حوالي 550 مليار دولار، لكن الخبر السيء أنها أموال ليست للإطعام، بل المستفيد من الحصة الأكبر هي القيادات التي تجر السكان المحتجزين إلى الهلاك على مدار السنة.