حين تتحول الأمطار إلى حصار صامت: دوار “الموارد” بتطوان خارج الزمن التنموي‎

0

كاب24 – مراد الأندلسي

لم تكن التساقطات المطرية الأخيرة بإقليم تطوان مجرد حالة جوية عابرة، بل كشفت مرة أخرى عن واقع هش تعيشه مناطق ما تزال خارج حسابات البنية التحتية الأساسية. دوار “الموارد”، التابع لجماعة السوق القديم والمجاور للمنطقة الصناعية “تطوان بارك”، وجد نفسه معزولاً عن العالم بعدما انهارت المسالك الطرقية الهشة أمام أول اختبار مطري حقيقي.

تحولت الطرق غير المعبدة إلى مستنقعات من الوحل والمياه الراكدة، ما جعل التنقل اليومي ضرباً من المغامرة، وأجبر الساكنة على التعايش مع شلل شبه كامل في الحركة. سيارات عالقة، وسائل نقل غائبة، ومواطنون يقطعون مسافات طويلة مشياً تحت ظروف قاسية فقط لتأمين أبسط متطلبات العيش.

المشهد الأكثر قتامة يطال التلاميذ، الذين يتحول حقهم في التعليم إلى حلم مؤجل كلما هطلت الأمطار، حيث يُفرض عليهم الغياب القسري بسبب استحالة الوصول إلى مدارسهم، في واقع يهدد مستقبلهم الدراسي ويعمّق ظاهرة الهدر المدرسي.

أمام هذا الوضع، يرفع سكان دوار “الموارد” صوتهم عالياً مطالبين بتدخل فوري ومسؤول من طرف جماعة السوق القديم والسلطات الإقليمية بتطوان، لوضع حد لعزلة تتكرر مع كل موسم مطري.

الساكنة لا تطالب بالمستحيل، بل بحق أساسي في طريق سالكة، وبقنوات صرف تحميهم من العزلة، وتعيد لهم الإحساس بأنهم جزء من خريطة التنمية لا نقطة منسية على هامشها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.