الكارح أبو سالم
توصلت الجريدة برسالة قوية وصريحة من ساكنة دوار تباشكوت التابع لجماعة تامدة نومرصيد بإقليم أزيلال، عبّرت من خلالها عن غضبها الشديد مما وصفته بالوضع المزري الذي تعيشه المنطقة، في ظل استمرار العزلة والتهميش وغياب أبسط شروط التنمية.
وأكدت الساكنة، في رسالتها، أن الطريق الوحيدة التي تربط الدوار بالعالم الخارجي، والتي تعتبر شريان الحياة بالنسبة لهم، لا تزال في وضعية متدهورة، رغم المسيرة الاحتجاجية الحاشدة التي نظموها خلال صيف الماضي، والتي شارك فيها المئات من المواطنين للمطالبة بفك العزلة وتحسين البنية التحتية. وأضافت أن الوعود التي قدمتها عمالة الإقليم بإيجاد حل في أقرب الآجال بقيت حبرا على ورق، دون أي تغيير يذكر على أرض الواقع.
وفي تصريح لكاب 24، قال خالد، أحد أبناء ساكنة تباشكوت، إن الوضع دفع عددا من الأسر إلى التفكير في الرحيل عن المنطقة، مضيفا بنبرة غضب:
«نحس بالحكرة يوميا، يكفي أن تتساقط قطرات من المطر حتى يُحرم أبناؤنا من الالتحاق بالإعدادية، ويجدون أنفسهم عالقين دون دراسة».
وأضاف المتحدث أن مظاهر التهميش تتجلى بشكل صارخ حين يتم، حسب تعبيره، هدر ميزانية ضخمة من طرف المجلس الجماعي على مهرجانات لا تعود بأي نفع على الساكنة، واصفا إياها بـ«مهرجانات التفاهة»، في وقت تعاني فيه المنطقة من غياب الطرق والبنيات الأساسية. وأكد أن الساكنة سبق لها أن تقدمت بعدة طلبات وشكايات إلى رئيس المجلس وأعضائه، دون أن تلقى أي تفاعل يُذكر.

من جهته، شدد مصطفى، ناشط مدني من ساكنة تباشكوت، في تصريح مماثل، على ضرورة استحضار الخطاب الملكي الذي ما فتئ يعطي الأولوية للعالم القروي، مشيرا إلى أن التعليمات الملكية الأخيرة بإحداث مستشفى ميداني بالإقليم كشفت بوضوح حجم المعاناة التي يعيشها المواطن القروي، في مقابل ما وصفه بـ«تغريد المنتخبين خارج اهتمامات الساكنة الحقيقية».
وأضاف المتحدث ذاته أن الثقة في المجلس الجماعي «فُقدت بالكامل»، معتبرا أنه لم تستفد المنطقة من أي مبادرة ملموسة، مؤكدا أن الأمل الوحيد المتبقي، حسب تعبيره، يبقى معلقا على تدخل عامل الإقليم الجديد، السيد حسن الزيتوني، من أجل إنصاف الساكنة ووضع حد لمعاناتها المستمرة.
وتبقى ساكنة تباشكوت، إلى حدود الساعة، في انتظار تدخل عاجل ومسؤول يعيد الاعتبار للمنطقة وينهي سنوات من العزلة والتهميش، انسجاما مع التوجيهات الملكية الرامية إلى تحقيق العدالة المجالية وإنصاف العالم القروي.


