قبل ساعات من المواجهة المرتقبة أمام المنتخب المغربي، اختار توم سانتفيت، مدرب منتخب مالي، الجمع بين الاعتراف بقوة الخصم ورفع سقف طموحات فريقه، مؤكداً أن منتخبه لن يدخل اللقاء بمنطق الحسابات الدفاعية، بل بعقلية هجومية هدفها الفوز وانتزاع النقاط الثلاث.
سانتفيت شدد على أن التعثر في الجولة الأولى لا يُغيّر من واقع المنافسة داخل المجموعة، معتبراً أن كرة القدم الإفريقية لا تعترف بالبدايات، بل بالحسم في اللحظات المفصلية. وأوضح أن فقدان نقطتين أمام زامبيا شكّل خيبة أمل، لكنه في الوقت ذاته كشف قدرة فريقه على فرض السيطرة، وهو ما يمنحه، حسب تعبيره، ثقة إضافية قبل مواجهة المغرب.
وفي حديثه عن السياق العام للبطولة، اعتبر مدرب مالي أن النسخة الحالية تُظهر تقارباً كبيراً في المستويات، وأن المجموعة التي تضم المغرب ومالي تُعد من بين الأصعب، مشيراً إلى أن كل المنتخبات أبانت عن شخصية تنافسية واضحة، وهو ما يجعل هامش الخطأ ضيقاً في كل مباراة.
وعند التطرق للمنتخب المغربي، لم يُخفِ سانتفيت إعجابه بالمسار الذي تسلكه الكرة المغربية، واصفاً “أسود الأطلس” بالأقوى على المستوى القاري في الوقت الراهن، ليس فقط من حيث النتائج، بل أيضاً بفضل الاستقرار التقني والعمل المتواصل على مستوى الفئات السنية والبنية التحتية، التي جعلت المغرب حاضراً بقوة في مختلف المنافسات القارية والدولية.
مدرب مالي كشف أن الطاقم التقني تابع عن كثب المباراة الأخيرة للمغرب، مبرزاً أن قدرة أصحاب الأرض على التعامل مع دفاع منظم أكدت نضجهم التكتيكي، لكنه في المقابل لمح إلى أن فريقه يملك بدوره عناصر قادرة على إحداث الفارق، شرط اللعب بجرأة وانضباط.
وفي ما يتعلق بحسابات التأهل، أوضح سانتفيت أن الفوز في المباراة المقبلة قد يفتح مساراً أقل تعقيداً في الأدوار المقبلة، بينما قد تفرض مراكز أخرى مواجهات أكثر صعوبة، مؤكداً أن فريقه مطالب بالموازنة بين الطموح وعدم التهور، لأن الذكاء التكتيكي يظل عاملاً حاسماً في هذه المرحلة.
كما توقف المدرب عند تأثير الجماهير، معتبراً أن اللعب أمام مدرجات ممتلئة يمنح أفضلية معنوية للمغرب، لكنه شدد على أن لاعبيه مطالبون بتحويل هذا الضغط إلى دافع إيجابي، بدل السماح له بالتأثير على تركيزهم.
وعلى صعيد الجاهزية، أكد سانتفيت أن مجموعته كاملة وفي وضع بدني جيد، نافياً أي دلالات مرتبطة بالحضور الإعلامي لبعض اللاعبين، ومشدداً على أن التشكيلة الأساسية ستُحدَّد وفق الجاهزية والاختيارات التقنية فقط.
وختم مدرب منتخب مالي تصريحاته بالتأكيد على أن فريقه سيخوض اللقاء دون عقدة أو حسابات مسبقة، معتبراً أن مواجهة منتخب بحجم المغرب لا تُكسب بالدفاع فقط، بل بالشجاعة والقدرة على فرض الأسلوب داخل الملعب.