كاب 24- متابعة –
أثار قرار إقصاء عدد من الصحافيين من تغطية فعاليات مهرجان تيميتار، المنظم بمدينة أكادير، موجة من الجدل في الأوساط الإعلامية والثقافية، وأعاد إلى الواجهة النقاش حول علاقة منظمي التظاهرات الفنية بالإعلام، وحدود الحق في الوصول إلى المعلومة.
وبحسب معطيات متداولة، تفاجأ صحافيون، يمثلون منابر محلية ووطنية، بعدم توصلهم بالاعتمادات اللازمة لتغطية المهرجان، أو برفض طلباتهم دون تقديم توضيحات كافية. وهو ما اعتبره مهنيون في الحقل الإعلامي مساسًا بدور الصحافة في مواكبة الشأن الثقافي، وتناقضًا مع الشعارات التي يرفعها المهرجان حول الانفتاح والتعدد..
في المقابل، لم يصدر إلى حدود الساعة توضيح رسمي مفصل من الجهة المنظمة يشرح معايير منح الاعتمادات، الأمر الذي زاد من حدة الانتقادات والتساؤلات. ، ويرى متابعون أن غياب التواصل يفتح الباب أمام التأويل، ويضر بصورة مهرجان راكم، على مدى سنوات، إشعاعًا وسمعة دولية باعتباره منصة للاحتفاء بالموسيقى الأمازيغية والعالمية..
عدد من الصحافيين المعنيين أكدوا أن التغطية الإعلامية ليست امتيازًا، بل جزء أساسي من إنجاح أي تظاهرة ثقافية، وجسرًا يربط الحدث بالجمهور. كما شددوا على أن الإقصاء، إن ثبت، لا يخدم لا المهرجان ولا المشهد الثقافي، بل يسيء إلى قيم الشفافية وتكافؤ الفرص بين المهنيين..
ويطرح هذا الجدل، من جديد، ضرورة اعتماد معايير واضحة ومعلنة في التعامل مع وسائل الإعلام، واحترام أخلاقيات المهنة الصحافية، بما يضمن حق الولوج إلى المعلومة، ويكرس شراكة حقيقية بين الثقافة والإعلام. فمهرجان بحجم تيميتار، يرى كثيرون، مطالب اليوم أكثر من أي وقت مضى بالانفتاح على النقد، والاستماع إلى مختلف الأصوات، حفاظًا على مصداقيته ودوره الثقافي..
ويبقى الرهان، في انتظار توضيحات رسمية، هو تجاوز هذا الخلاف بما يخدم المصلحة العامة، ويعيد الاعتبار لدور الصحافة كفاعل أساسي في نقل الصورة الكاملة لأي حدث ثقافي.
