شهدت المدينة، زوال اليوم، تساقطات مطرية غزيرة واستثنائية في مدة زمنية قصيرة، تسببت في تشكّل سيول قوية اجتاحت عدداً من الأحياء، من بينها جنان الفسيان وبياضة والمناطق المرتفعة المحاذية للمدينة العتيقة، مخلفة أضراراً مادية كبيرة وحالة من الخوف وسط السكان.
وأفادت معطيات أولية أن منطقة باب الشعبة سجلت أخطر مظاهر الفيضانات، باعتبارها نقطة منخفضة مجاورة لواد الشعبة، حيث عجزت قنوات تصريف مياه الأمطار عن استيعاب الكميات الهائلة المتدفقة، ما أدى إلى ارتداد المياه واقتحامها الممر التاريخي للمنطقة.
وأدى ذلك إلى اندفاع السيول والأوحال نحو قيسارية المدينة القديمة، التي تضم نحو 120 محلاً تجارياً وعدداً من المنازل، حيث غمرت المياه الدكاكين بشكل مفاجئ وأتلفت سلعاً وبضائع ذات قيمة مهمة، خاصة لدى التجار الصغار، كما تسربت المياه إلى منازل مجاورة، محاصرة أسرًا داخلها.
وإلى غاية إعداد هذا الخبر، لا يزال الغموض يلف مصير عدد من الأشخاص الذين فاجأتهم السيول داخل محلاتهم أو منازلهم أو أثناء تواجدهم بالمنطقة، في وقت باشرت فيه عناصر الوقاية المدنية والسلطات المحلية تدخلاتها لإجلاء المحاصَرين وضخ المياه وتأمين الأزقة، وسط مطالب شعبية بفتح تحقيق عاجل ومراجعة منظومة تصريف مياه الأمطار لتفادي تكرار مثل هذه الكوارث مستقبلاً.
