محكمة الإستئناف بالرباط: عندما يتحول المكتب إلى مخبزة والموظفة إلى بائعة الخبز

0

الكارح أبو سالم:

لا حديث بين المرتفقين والموظفين في محكمة الاستئناف بالرباط إلا عن موظفة تعمل في الرئاسة ، استطاعت الحصول على أصل تجاري لبيع أنواع مختلفة من الخبز تارة ، وتقديم وجبات الكسكس أيام الجمعة لطالبيه تارة أخرى لفئات متعددة من العاملين والوافدين. وقد حصلت على ترخيص غير مباشر بفضل صمت رؤسائها المباشرين.

هذا السلوك أحدث جدلًا بين زملائها، فبينما كان بعضهم يتحدث همسًا، كان الآخرون يعبرون عن استيائهم بشكل علني، خاصة عندما تنشب مشادات كلامية مع بعض زميلاتها، لكنها سرعان ما تعمل على إخمادها للحفاظ على أصلها التجاري.

ونتيجة لهذا النشاط غير القانوني، الذي يسيء إلى مؤسسة لها هيبتها، والتي تستمد قوتها من حسن تدبير السيد الرئيس الأول الذي لم يكن على علم بهذا الأمر، فإن هذا الوضع يعكس إهمالًا خطيرًا. سيما إذا ما علمنا أن الرئيس الأول أصدر  تعليماته الصارمة حول ضرورة حسن تسيير العمل واستقبال المواطنين بشكل لائق، والاحترام اللازم لإنسانية المرافق خلال أوقات العمل، مما يضمن تصريف الأشغال بجدية وفي الوقت المناسب لخدمة القضايا المعروضة وتلبية طلبات المواطنين.

إن هذه الظاهرة تعطي انطباعًا بأن رئاسة كتابة الضبط إما أنها ليست على بينة من الأمر، مما يفسر الإهمال، أو أن هناك تساهلًا استثنائيًا مع هذه الموظفة، مما يمكّنها من ممارسة نشاطها التجاري دون أدنى حرج. وبالتالي، تتكدس الملفات وتُهمل القضايا غير المنجزة، مما يقوض الجهود الجبارة والملموسة التي بذلها الرئيس الأول  لجعل مرفق المحكمة نموذجًا في خدمة الصالح العام بشكل جاد، وليس مجرد مخبزة في ركن من أركان بعض مكاتبها.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.