بعد أن أخطأ في جلوسه على علم البلاد أخنوش يتلقى وعدا بتجديد العهد

0

الكارح أبو سالم 

لم يستفق المغاربة بعد من هول ما ارتكبه عزيز اخنوش الشهر الماضي حينما جلس على العلم المغربي أمام عدسات المصورين والصحافة ، غداة انعقاد لقاء خصص للإلقاء الضوء على  القرار  الأممي حول مغربية الصحراء ، حتى برزت قبل أيام بجماعة حي يعقوب المنصور  بالرباط ما قيل عنها أنها  زلة لاتقل خطورة ووطئا عن تحقير الراية المغربية، عندما تقدمت نائبة برلمانية تدعى ” ياسمين لمغور” ، وفي تجاوز سياسي لا يغتفر أمام ولي نعمتها سياسيا سي اخنوش مخبرة إياه” أن الآلاف جاؤوا ليجدّدوا العهد” فعن أي عهد تتحدث والمغاربة لايربطون هذا المصطلح إلا مع العرش العلوي ؟ وكيف لزعيم التجمعيين  ان يقبل  بهذا  الخروج النشز دون مبادرة الرد السريع وارجاع الأمور إلى نصابها ،ام أنه استحسن ما يقدم أمامه من قرابين ولو على حساب الرموز ؟

إن اللقاءات المتتالية التي يقوم بها حزب الحمامة بين الفينة والأخرى، أصبحت موطنا للزلات عوض ان تبرز قدراته في التأطير السياسي وتوعية المواطنين في زمن العزوف واندثار الثقة ، فكلما  حاول المواطن جس نبض الاحزاب من خلال حضور  لقاءاتهم لعله يجد  هناك من أمل في تغيير مناهج الاستقطاب ، فلا بصادف سوى الكوارث في محتويات الخطاب الشاذ  ، وتكرار ما تم إغراؤهم به فيما مضى من الاستحقاقات الماضية ، ووعود  وأوهام التغيير ومصطلحات فجة تعبر عن غياب الوعي بالممارسة السياسية الجادة ، وهزالة فن الخطابة،  ناهيك عن الأخطاء النحوية والإملائية بالجملة ، فما هي العبرة التي سيخرج بها المتتبع لمثل هذه اللقاءات  عدا هدر الوقت .

لقد تحولت  التجمعات إلى لقاءات التغزل والإشادة وتأليه الزعيم ، فتتعاقب الوجوه على منصة الخطابة في شكل مباراة من سيفوز بأفضل مديح وتملق ، وبالتالي يصبح الهدف مشخصن في اسم لقاء من اجل ” أخنوش ” مما شجع وأتاح الفرصة للنائبة البرلمانية لمغور للالتزام بتجديد العهد باسمها الخاص وباسم الآلاف الذين حجوا إلى اللقاء، دون احتساب مغبة ما تفوهت به .

النائبة البرلمانية عن التجمع الوطني للأحرار ياسمين لمغور

هذا وقد خلف تصريح “لمغور” ردود فعل صاخبة ، وتدوينات تهكمية وهاشتاغات متنوعة ،وتعاليق منددة بالمبالغة في الغرور والغلو في تعابير ماسة برمزية وهيبة دولة المؤسسات ، وصلت إلى حدود ابواب جهات عليا، قيل على انها وجهت توبيخا شديد اللهجة إلى زعيم الحمامة، نظرا لتجاوز حدود اللياقة المطلوبة بين الاحزاب والقصر والدولة ، وكأن لسان حالها يقول ” إلا سكتنا على غلطة الجلوس  على الراية هاد المرة مغنسكتوش غنخلطو ليك كلشي” .

وعلى إثر هذه المجريات وأخرى ، فقد بادر اخنوش إلى تغيير لهجته للمستوى البرتقالي ، وحث اعضاء مكتبه السياسي بتوخي الحذر فيما تبقى من لحظات حاسمة ، ورفع مستوى الخطاب السياسي وعدم تجاوز خطوط التماس مع الدولة ورموزها ، مما يبين وبجلاء أنه استوعب الدرس وفطن ” للبسالا ” التي ستفقده لمعان حزبه إن لم يكن قد فُقد ..

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.