حكومة أخنوش تقدم أرقاماً إيجابية، والشارع يرد: النتائج لا تنعكس على حياتنا اليومية

0

في محطته بمدينة فاس ضمن الجولة الوطنية لحزب التجمع الوطني للأحرار، حاول عزيز أخنوش تقديم صورة إيجابية عن حصيلة حكومته وبرنامجها الاجتماعي والاقتصادي، غير أن هذه الخطابات تأتي في سياق يعرف تشككاً واسعاً لدى جزء كبير من المغاربة الذين يعتبرون أن الوعود المعلنة قبل الانتخابات لم تتحقق بما يكفي، وأن الوعود بدأت تتكرر على لسان مسؤولي الحمامة نظرا لاقتراب الانتخابات المقبلة.

أخنوش أكد خلال اللقاء أن الحكومة تشتغل وفق “ميثاق شرف” يربطها بالمواطنين، مستعرضاً ما يعتبره إنجازات واقعية، من بينها استفادة أربعة ملايين أسرة من الدعم المباشر، وتمكين آلاف المواطنين من اقتناء السكن بدعم الدولة، بالإضافة إلى توسيع الخدمات الصحية وتغطية شرائح اجتماعية واسعة.

كما تحدث عن الانتعاش الاقتصادي، خصوصاً في قطاع السياحة الذي يقترب من تسجيل 20 مليون سائح خلال هذه السنة، وما رافقه من ارتفاع الاستثمارات وفرص الشغل.

وبخصوص جهة فاس–مكناس، سلط الضوء على دعم الفلاحين، وتراجع أسعار زيت الزيتون، وتسريع الأشغال المرتبطة بالسد المائي بعد تدخل ملكي، مؤكداً أن أغلب المستفيدين من هذا المشروع سيكونون من صغار الفلاحين.

وتوقف رئيس الحكومة أيضاً عند مشاريع التعليم العالي والصناعة والاستثمار في الجهة، مشيراً إلى أن القطاع السياحي يعرف نمواً بفضل فتح خطوط جوية جديدة سمحت بتنشيط الحركة الاقتصادية.

لكن مقابل هذا الخطاب الرسمي، يتعالى في الشارع المغربي صوت آخر أقل تفاؤلاً؛ فعدد كبير من المواطنين يعتبر أن الإنجازات الحكومية لا ترقى إلى حجم الوعود التي قُدمت عند تشكيل الأغلبية.

ويذهب المنتقدون إلى أن الواقع اليومي—من غلاء الأسعار وتراجع القدرة الشرائية وصعوبات الولوج إلى السكن—يجعل الحديث عن “تحسن ملموس” غير مقنع بالنسبة لهم.

كما يرى هؤلاء أن الأرقام الحكومية، رغم أهميتها، لا تزال بعيدة عن التأثير المباشر والسريع في الحياة اليومية، وأن السياسات الاجتماعية لم تنجح بعد في تحقيق الانفراج المنتظر، مما يفسر موجة التشكيك التي تواجه الخطاب الرسمي عبر مختلف المنصات وداخل اللقاءات الميدانية.

ورغم هذا التباين بين الرواية الحكومية ونظرة جزء كبير من المواطنين، شدد أخنوش في ختام لقائه على أن الفريق الحكومي “ماضٍ في العمل حتى النهاية”، مؤكداً أن الحكومة ما تزال ملتزمة بتنفيذ ما تبقى من وعودها، وسط استمرار الجدل حول مدى قدرتها على استعادة ثقة الشارع في ما تبقى من عمر الولاية.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.