قدّم فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس “مؤسسة 2030”، رؤية شاملة حول التأثير المجتمعي لتنظيم كأس العالم 2030، معتبراً أن هذا الحدث الكروي ليس مناسبة رياضية فحسب، بل ورشاً وطنياً يلامس جوهر تحسين ظروف عيش المواطنين، ويمنح دفعة قوية لقطاعات حيوية مثل الصحة والتشغيل.
وخلال مشاركته في ندوة فكرية بسلا حول “الرياضة كرافعة لحقوق الإنسان”، شدّد لقجع على أن الاستثمار في البنيات المرتبطة بالمونديال ينسجم مع منطق التنمية المستدامة الذي يضع الإنسان في قلب أولوياته، موضحا أن التزامات الدول المستضيفة في مجالات الخدمات الأساسية، خصوصاً في الشغل والصحة، تتحول بفعل متطلبات التنظيم إلى مشاريع ملموسة يستفيد منها المواطن قبل وبعد الحدث.
وفي هذا الإطار، أبرز لقجع أن تحسين البنيات الصحية ليس مجرد استعداد لاستقبال لاعبين أو مشجعين خلال المنافسات، بل جزء من سياسة مستمرة تهدف إلى رفع جودة الخدمات الصحية للمغاربة. وربط الأمر بتجارب سابقة أثبتت أن مثل هذه الأحداث تُسرّع وتيرة تحديث البنيات التحتية بشكل دائم.
وفي سياق الحديث نفسه، أشار لقجع إلى التطور اللافت الذي شهده قطاع النقل الحضري في السنوات الأخيرة، معتبراً أن هذا المجال يبرز كيف يمكن لتظاهرة كبرى أن تواكب إصلاحات قائمة دون أن تكون على حساب قطاعات أخرى كما يروج البعض.
أما بخصوص كأس أمم إفريقيا “المغرب 2025”، فكشف المسؤول عن تسجيل أرقام غير مسبوقة في الإقبال الجماهيري، إذ بلغ عدد التذاكر المباعة 800 ألف تذكرة، فيما نفدت عدد من مباريات المجموعات، خاصة المتعلقة بالمنتخب الوطني، إضافة إلى منتخبات بارزة مثل الجزائر والسنغال والكوت ديفوار والكاميرون.
واعتبر لقجع أن تنوع الجماهير القادمة من مختلف الدول يعكس صورة حضارية تُجسّد قيم التعايش والانفتاح.

