في ختام ندوة عسكرية استمرت عدة أيام داخل إسرائيل، وجد ضباط من المغرب أنفسهم ضمن وفود عسكرية تمثل عشرات الدول، في لقاء اتخذ طابعاً عملياً وإنسانياً في الوقت ذاته.
الحدث، الذي أشرف عليه سلاح البر الإسرائيلي، لم يقتصر على عروض تقنية مجردة، بل امتد إلى تقديم خلاصات ميدانية تتعلق بالمعارك التي خاضها الجيش الإسرائيلي خلال العامين الأخيرين في عدد من الجبهات.
المشاركون، ومن بينهم وفد عسكري مغربي، اطلعوا على تفاصيل عمليات جرت في بيئات قتالية معقدة، سواء فوق الأرض أو داخل الأنفاق، كما استعرض ضباط إسرائيليون تكتيكات اعتمدت في المواجهات، خاصة في المناطق الحضرية التي تتطلب تنسيقاً دقيقاً بين القوات البرية والجوية والاستخباراتية.
وخلال الفعاليات، تبادل ممثلو الجيوش تجاربهم المتعلقة بالحروب الحديثة وأساليب إدارة المعارك في ظروف متغيرة.
غير أن إحدى المحطات التي اعتُبرت الأكثر حساسية، تمثلت في جلسة خاصة استمع فيها الضباط القادمون من مختلف الدول إلى شهادة الأسير الإسرائيلي المحرر شلومي زيف، حيث أن الأخير قدّم روايته عن فترة احتجازه لدى حركة حماس، متحدثاً عن آثار التجربة على وضعه النفسي والصحي، في إطار يرمي – وفق المنظمين – إلى إلقاء الضوء على البعد الإنساني للنزاعات المسلحة، وتأثير الأسر الطويل على الجنود وعائلاتهم.
مصادر من الندوة أوضحت أن الحضور المغربي شارك في هذه الجلسة إلى جانب الوفود الأخرى، في سياق برنامج صُمم لعرض الجوانب غير التقنية للحرب، باعتبارها جزءاً أساسياً من فهم ديناميات الصراع ونتائجه الإنسانية.
هذا التوجه ترافق مع مداخلات ميدانية قدمها ضباط خاضوا القتال في غزة ولبنان وسوريا والضفة الغربية، حيث عرضوا تحديات التعامل مع الأنفاق، والاشتباكات في مناطق مكتظة، ومتطلبات التنسيق متعدد الأذرع في عمليات معقدة.
قائد سلاح البر الإسرائيلي نداف لوتان، شدد في كلمته على أن الحضور الدولي، بما في ذلك المغرب، يعكس توجهاً نحو تعزيز تبادل الخبرات العسكرية بين الجيوش، مؤكداً أن التقارب العملياتي بين هذه الدول يمثل رافعة لرفع درجة الجاهزية لمواجهة تهديدات مستقبلية ذات طبيعة متغيرة.
ومع اختتام أشغال الندوة، أعلن المنظمون أن المرحلة المقبلة ستشهد استمرار التعاون بين الجيوش المشاركة، في خطوة يُنظر إليها على أنها محاولة لمواكبة التحولات التي تعرفها ساحات القتال العالمية، وتطوير قدرات الجيوش على التعامل مع بيئات صراع معقدة تتطلب مستوى عالياً من التكامل المهني والمعرفي.
