بعد تزايد الشكايات… قرار رسمي يمنع “السكيريتي” من أداء مهام التوجيه بالمستشفيات

0

شهدت عدة مستشفيات عمومية خلال الأشهر الماضية حالة احتقان غير مسبوقة، بعدما بدأت أدوار حراس الأمن الخاص تتجاوز حدودها الطبيعية داخل المرافق الصحية، فقد وجد المرضى أنفسهم في مواجهة “سكيريتي” يؤدون مهام يفترض أن يقوم بها ممرضون أو موظفو استقبال، وهو ما أثار استغرابًا واسعًا وطرح تساؤلات حول تسيير هذه المؤسسات.

هذا الوضع دفع وزارة الصحة والحماية الاجتماعية إلى إصدار مذكرة توجيهية صارمة، وُجهت إلى مديري المجموعات الصحية الترابية، تؤكد فيها أن حالة الارتباك داخل المستشفيات بلغت مستوى يستوجب تدخلاً عاجلاً لإعادة الأمور إلى مسارها الطبيعي، خصوصًا فيما يتعلق بخدمات الاستقبال التي تعد أول نقطة تلامس بين المواطن والمؤسسة الصحية.

وذكّرت الوزارة في مذكرتها بأن جودة الاستقبال تُعد معيارًا أساسيًا لقياس “إنسانية الخدمات” داخل المستشفيات، وأن السماح لأعوان الأمن أو عمال النظافة بالتدخل في هذه المهام يسيء إلى صورة القطاع ويعمّق معاناة المرتفقين، لذلك دعت إلى الشروع فورًا في تعيين أعوان استقبال مؤهلين في النقاط المخصصة لهذه الوظيفة، وفق دفتر التحملات المتعلق بصفقات التفويض القائمة.

وفي المؤسسات التي لا تتوفر على صفقة خاصة بخدمة الاستقبال، طالبت الوزارة بتعبئة موظفين من داخل المستشفى بشكل مؤقت، لضمان انسيابية الخدمات إلى حين اعتماد نظام استقبال موحد ينسجم مع المعايير الوطنية.

وأكدت المذكرة، الموقعة من طرف وزير الصحة أمين التهراوي، على ضرورة تشكيل فريق استقبال مهيكل يتولى معالجة طلبات المرضى والتنسيق مع المصالح الإدارية والسريرية، مع تحديد مسؤول مباشر يشرف على تتبع عمله بشكل يومي.

ولم تتوقف التوجيهات عند هذا الحد، بل شددت الوزارة على أهمية وضع تنظيم واضح ومرئي في المرافق التي تعرف إقبالًا كبيرًا، وضمان عدم ترك أي نقطة استقبال دون موظف خلال ساعات العمل الرسمية. كما أكدت وجوب توفير الدليل الوطني الخاص بتحسين مسارات الاستقبال للفريق المكلف بهذه المهمة.

وفي لهجة حازمة، حددت المذكرة خطًا أحمر واضحًا: حراس الأمن، وعمال النظافة، وفرق الصيانة ممنوعون بشكل قاطع من أداء مهام الاستقبال أو التوجيه، باعتبار أن هذه الممارسات تسيء للمرفق العمومي وتخلق عشوائية داخل المؤسسات الصحية.

وبهذا الموقف الصريح، تحاول وزارة الصحة إعادة ضبط سير المرافق الاستشفائية، ووضع حد لاختلاط المهام الذي تحوّل إلى أحد أبرز مظاهر الفوضى داخل المستشفيات خلال الفترة الأخيرة.

اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.