فضيحة مدوية في جماعة مرتيل.. المحسوبية والزبونية في توزيع المنح تشعل الغضب وتطالب بتدخل عامل الإقليم
الكاب 24 – مراد الأندلسي
تعيش مدينة مرتيل هذه الأيام على صفيح ساخن، بعدما تفجّرت فضيحة جديدة تتعلق بطريقة توزيع المنح الجمعوية خلال الدورة العادية لشهر أكتوبر 2025، حيث وجّهت اتهامات مباشرة لمجلس جماعة مرتيل بتكريس منطق المحاباة والمحسوبية والولاءات السياسية في منح الدعم المالي للجمعيات.
مصادر محلية وفعاليات جمعوية وحقوقية عبّرت عن سخطها العارم واستغرابها الشديد من الطريقة التي تم بها توزيع المنح، معتبرةً أن ما جرى هو “توزيع على المقاس” يخدم المقربين والمحسوبين على المجلس وأغلبيته، في حين تم تهميش وإقصاء جمعيات نشيطة وفاعلة قدمت لسنوات خدمات جليلة للمدينة، ورفعت راية الوطن في محافل وطنية ودولية.
الأدهى من ذلك – حسب تعبير العديد من المتتبعين – هو استفادة جمعيات حديثة العهد لا يتجاوز عمرها بضعة أشهر من منح مالية تفوق بكثير ما حصلت عليه جمعيات عريقة تأسست منذ أكثر من 15 سنة، وحققت إنجازات مشرفة داخل وخارج المغرب.
كما أثار غضب المتابعين أيضاً تخصيص منح لجمعيات شبه وهمية أو جامدة لا أثر لأنشطتها على أرض الواقع، في حين ظلت جمعيات حقيقية فاعلة خارج لائحة الدعم، في مشهد وصفه البعض بـ”العبث الإداري الممنهج”.
عدد من الفاعلين الجمعويين والحقوقيين تساءلوا بمرارة: “أين هي الوعود التي قُطعت بمحاربة العشوائية والزبونية في تدبير المال العام؟ وأين هي مبادئ الشفافية وتكافؤ الفرص التي يتغنى بها المجلس؟”
الشارع المحلي في مرتيل يعيش حالة غليان غير مسبوقة، ومطالب قوية تُوجّه إلى السيد عامل عمالة المضيق-الفنيدق بضرورة فتح تحقيق عاجل وشامل في عملية توزيع المنح، وكشف كل من يقف وراء هذا العبث الذي يضرب في العمق مبدأ تكافؤ الفرص وتكريس الثقة بين المواطن والمؤسسات.
وفي انتظار ما ستسفر عنه التطورات القادمة، توعدت مصادرنا بمتابعة الملف عن كثب، خاصة بعد تأكيد أحد المستشارين في المعارضة وأحد رؤساء الجمعيات الرياضية أنه سيدلي بتصريحات خاصة تكشف خبايا وأسماء المستفيدين الحقيقيين من “كعكة المنح”.
