الكاب 24 – مراد الأندلسي
في مشهد بات يتكرر بشكل مقلق على شواطئ الفنيدق، شهدت المنطقة خلال الساعات الأولى من صباح السبت محاولة جماعية جديدة للهجرة غير النظامية نحو سبتة المحتلة، رغم سوء الأحوال الجوية وارتفاع الأمواج.
العشرات من القاصرين والمهاجرين السريين، من جنسيات مغربية وجزائرية وإفريقية جنوب الصحراء، خاطروا بحياتهم بعدما ألقوا بأنفسهم في البحر في محاولة يائسة لعبور الحدود سباحة، في تحدٍّ صريح للعواصف البحرية والتحذيرات الأمنية.
ووفق مصادر محلية، فقد استنفرت الحادثة مختلف الأجهزة، حيث تدخلت وحدات الإنقاذ التابعة للبحرية الملكية المغربية بتنسيق مع خفر السواحل الإسباني، لإنقاذ عدد من المهاجرين الذين كانوا على وشك الغرق وسط أمواج هائجة ورياح قوية حالت دون الرؤية الجيدة.
ورغم الجهود الكبيرة التي تبذلها السلطات لتأمين السواحل، فإن الظاهرة تعرف تصاعداً مقلقاً، حيث تحولت محاولات العبور من الفنيدق إلى سبتة إلى مغامرات أسبوعية توثّقها عدسات الهواتف ومقاطع الفيديو المتداولة على مواقع التواصل الاجتماعي، مما يعكس عمق الأزمة الاجتماعية والنفسية التي يعيشها هؤلاء الشباب الباحثون عن “الفردوس الأوروبي”.
وتؤكد معطيات ميدانية أن هذه المحاولات ليست عفوية، بل تقف وراءها شبكات منظمة لتهريب البشر، تستغل هشاشة الوضع المعيشي للمهاجرين القابعين في محيط الفنيدق، وتغريهم بوعود زائفة عن العبور الآمن نحو الضفة الأخرى. الأخطر من ذلك هو انخراط أطفال قاصرين في هذه العمليات، دون وعي منهم بخطورة البحر أو بمصير مجهول ينتظرهم بين الأمواج أو خلف الأسوار الحديدية لسبتة.
حادثة الليلة الأخيرة تعيد من جديد طرح سؤال المسؤولية الجماعية: إلى متى ستظل سواحل الفنيدق مسرحاً لمآسٍ إنسانية تتكرر كل أسبوع؟ وهل حان الوقت لإيجاد حلول واقعية توقف نزيف الهجرة غير النظامية وتمنح لهؤلاء الشباب أملاً بالحياة داخل وطنهم بدل البحث عنها في عرض البحر؟