أثار المشهد الذي جمع وزير العدل عبد اللطيف وهبي والأمين العام لحزب العدالة والتنمية عبد الإله بنكيران، خلال احتفالية اليوم الوطني للسعودية بالرباط، كثيرًا من التساؤلات حول طبيعة الممارسة السياسية في المغرب.
فبينما ظهر وهبي وهو يقبّل رأس بنكيران في لقطة وُصفت بالودية، لا يغيب عن الأذهان أن العلاقة بين الرجلين اتسمت لسنوات بخطاب حاد وتراشق علني وصل إلى حد المطالبة بالاستقالة والمتابعة القضائية.
هذا التناقض بين صور المجاملة في المناسبات الرسمية وحدّة الخطاب في المنابر السياسية، دفع مراقبين إلى التساؤل: هل الخلافات الحزبية في المغرب تعبير حقيقي عن صراع مشاريع ورؤى، أم مجرد أدوات ظرفية سرعان ما تُطوى صفحاتها خارج أسوار البرلمان؟
المشهد بدا في نظر كثيرين تجسيدًا لمفارقة تعكس أزمة ثقة أعمق بين المواطن والطبقة السياسية، حيث يُنظر إلى مثل هذه التصرفات باعتبارها تكشف عن انفصال الخطاب السياسي عن الممارسة الفعلية، وتحوّل السياسة إلى لعبة أدوار أكثر منها مواجهة مبادئ.
