في موقف دبلوماسي غير مسبوق، وجّه وزير الخارجية الألماني، يوهان فادفول، رسائل واضحة وصريحة إلى حكومة بنيامين نتنياهو، مؤكدًا أن إسرائيل أصبحت محاصرة سياسيًا على الصعيد الدولي، نتيجة استمرار الحرب على غزة وتجاهل الدعوات المتكررة لحل الدولتين.
فادفول، الذي يُجسد تحولًا تدريجيًا في مواقف بعض الدول الأوروبية، لم يخف قلقه من التدهور الإنساني في القطاع، ولا من تصلب إسرائيل في مفاوضات السلام. بل مضى أبعد من ذلك، حين اعتبر في تصريحه، اليوم الخميس، أن إسرائيل لم تعد تحظى سوى بدعم “أقلية” في العالم، في إشارة إلى عزلتها المتنامية في المنتديات الدولية، وآخرها مؤتمر الأمم المتحدة بشأن حل الدولتين، الذي قاطعته واشنطن وتل أبيب، لكنه حظي بإجماع دولي واسع.
وتأتي زيارة الوزير الألماني إلى إسرائيل، والتي تمتد ليومين، في توقيت دقيق، يعكس ضيق أوروبا الرسمي من سياسة الأرض المحروقة التي تتبعها إسرائيل في غزة، ومن استمرار الاستيطان في الضفة الغربية.
الأهم أن فادفول دعا، بوضوح غير مألوف، إلى الاعتراف بالدولة الفلسطينية، موضحًا أن هذه الخطوة يجب أن تنطلق عاجلًا، حتى وإن تأخر تنفيذها إلى نهاية مفاوضات جادة حول حل الدولتين.
رسائل ألمانيا هذه لا تُقرأ بمعزل عن التململ الغربي المتصاعد، إذ أصبحت عواصم أوروبية كمدريد وستوكهولم ودبلن تُجاهر بمواقفها الداعمة لفلسطين، في وقت تبدو فيه إسرائيل ماضية في خيار العناد السياسي والتجاهل الاستراتيجي.

