مؤتمر الإتحاد الإشتراكي بتطوان : تجديد الوجوه أم إعادة تدوير للأدوار!؟؟
كاب 24 – مراد الأندلسي
في أجواء تنظيمية وصفت بـ”المحكمة”، احتضنت مدينة تطوان، يوم الثلاثاء، أشغال المؤتمر الإقليمي لحزب الاتحاد الاشتراكي للقوات الشعبية، وهو الحدث الذي جاء في سياق ما يعتبره الحزب “دينامية تنظيمية” لإعادة ترتيب بيته الداخلي، استعدادًا للاستحقاقات المقبلة.
المؤتمر أفرز انتخاب الدكتور محمد السوعلي كاتبًا إقليميًا جديدًا، والبرلماني حميد الدراق رئيسًا للمجلس الإقليمي للحزب. غير أن المتتبعين للمشهد السياسي المحلي يرون أن هذا التغيير قد لا يخرج عن كونه تدويرًا للنخب نفسها، في غياب رؤية حقيقية لتجديد الخطاب أو مقاربة العمل الحزبي بأساليب جديدة قادرة على خلق أثر ملموس في الشارع
ورغم الشعارات التي رُفعت خلال المؤتمر بشأن الانفتاح، وتفعيل البرامج وتقوية حضور الحزب، فإن الواقع السياسي في تطوان يطرح تساؤلات جدية حول مدى قدرة هذه القيادة على تجاوز الصورة النمطية التي باتت تلاحق الأحزاب التقليدية، ومنها الاتحاد الاشتراكي، والتي يُنظر إليها باعتبارها بعيدة عن هموم المواطنين، ومتمركزة حول صراعات المواقع أكثر من انشغالها بالمشاريع التنموية أو الملفات الاجتماعية.
ويذهب بعض المراقبين إلى القول إن ما حدث خلال المؤتمر هو فقط ترتيب داخلي لمواقع النفوذ الحزبي، في وقت يعرف فيه الحزب تراجعًا واضحًا في تأثيره الجماهيري، وفقدانًا تدريجيًا لقواعده، خاصة في أوساط الشباب
في ظل هذا المشهد، تبقى الآمال المعلّقة على القيادة الجديدة رهينة بما ستقدمه فعليًا على الأرض، بعيدًا عن الخطابات. فالرأي العام المحلي لم يعد يثق بسهولة في الوعود الحزبية، خصوصًا مع تكرار نفس الأسماء وتدويرها في مهام مختلفة.
فهل يكون هذا المؤتمر بداية لمرحلة جديدة حقيقية لحزب الاتحاد الاشتراكي بتطوان؟ أم أن الأمر لا يعدو أن يكون مناورة تنظيمية أخرى لإعادة تثبيت توازنات داخلية تحت غطاء “التجديد”؟
الأسابيع المقبلة وحدها كفيلة بالإجابة.

