مسيرة “الكرامة” من آيت بوكماز.. سكان الجبال يحتجون على العزلة وغياب أبسط مقومات الحياة

0

في مشهد يحمل الكثير من الرمزية والمعاناة، سار المئات من سكان دواوير آيت بوكماز، بإقليم أزيلال، يوم أمس الأربعاء، مشيًا على الأقدام في اتجاه مقر ولاية جهة بني ملال-خنيفرة، احتجاجًا على ما وصفوه بـ”الإقصاء المزمن” الذي تعانيه منطقتهم المنسية بين جبال الأطلس.

رجال ونساء، شيوخ وأطفال، خرجوا جماعة حاملين همومهم ومطالبهم الأساسية، في مسيرة أطلقوا عليها اسم “مسيرة الكرامة”، بعدما ضاقت بهم سبل الحياة في دواوير تعاني من غياب الخدمات الصحية، وانعدام البنيات التحتية، وانقطاع شبه تام عن العالم الخارجي.

الشعارات المرفوعة من طرف المتظاهرين كشفت حجم الإحباط والمعاناة، حيث اطلقوا صوتا واحد: “نريد طبيبًا، نريد طريقًا، نريد تغطية الهاتف والأنترنيت”… مطالب بسيطة لكنها ظلت لسنوات خارج أجندات التنمية المحلية.

ووفق ما وثقته مقاطع فيديو متداولة، حاولت السلطات  محاصرة المسيرة ومنع تقدمها نحو بني ملال، في محاولة لاحتواء الوضع، وسط تصميم المتظاهرين على إيصال رسالتهم، رغم وعورة الطريق ومحدودية الإمكانيات.

المحتجون طالبوا بتعيين طبيب قار بالمركز الصحي الوحيد في المنطقة، الذي بات مجرد هيكل دون روح، كما طالبوا بتوسيع الطريق الرابطة بين آيت بوكماز وأزيلال، عبر آيت عباس وتيزي نترغيست، لفك العزلة الجغرافية عن الدواوير الجبلية.

كما لم تغب مطالب العصر عن احتجاجات السكان، حيث عبّروا عن سخطهم من استمرار حرمانهم من التغطية الهاتفية والأنترنت، معتبرين ذلك أحد أوجه التمييز المجالي، الذي يجعل أبناء الجبل خارج فضاءات التعليم الرقمي، والخدمات الإدارية، والتواصل مع العالم.

وتعكس هذه المسيرة، بحسب متابعين، عودة موجة الغضب الاجتماعي في مناطق الهامش، التي لم يعد بإمكان سكانها السكوت عن واقع الإقصاء والتهميش، في ظل ما يعتبرونه تفاوتًا صارخًا في توزيع مشاريع التنمية والعدالة المجالية.


اترك رد

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.