في لحظةٍ طال انتظارها من جماهير “الأمة الحمراء”، يبدأ نادي الوداد الرياضي المغربي رحلته في كأس العالم للأندية 2025 على الأراضي الأمريكية، بآمال معلّقة على جيل جديد من اللاعبين، وطموح بمحو خيبات الماضي في مشاركتيه السابقتين.
وبعد أن أزاح الستار عن لائحته النهائية المكونة من 28 لاعبًا، تبدو التشكيلة الحمراء أكثر تنوعًا من أي وقت مضى، إذ تضم عناصر مجرّبة وأسماء بارزة انضمت مؤخرًا كالسوري عمر السومة، والمخضرم نور الدين أمرابط، إلى جانب الدولي البوركينابي ستيفان عزيز كي، والهولندي بارت مايرز، ما يُضفي على الفريق خبرة قارية ودولية قد تكون سلاحًا حاسمًا أمام كبار العالم.
تحت قيادة المدرب محمد أمين بنهاشم، استهلّ الفريق استعداداته في الولايات المتحدة الأمريكية بحصص تدريبية مخصصة لاسترجاع اللياقة، بينما يترقب عشّاقه أول اختبار رسمي يوم 18 يونيو الجاري ضد بطل أوروبا مانشستر سيتي، في مدينة فيلادلفيا، قبل أن يلاقي كلًا من يوفنتوس الإيطالي والعين الإماراتي في إطار المجموعة السابعة.
ورغم فشله في تحقيق أي فوز خلال مشاركتيه السابقتين في 2017 و2022، فإن الوداد يدخل النسخة الحالية بسقف توقعات مختلف، مدفوعًا بتأهله المستحق عقب تتويجه بدوري أبطال إفريقيا في نسخة 2021-2022، وبدعم جماهيري قوي، رغم المسافات.

وتأتي هذه المشاركة في سياق خاص، حيث يتصدّر المغرب قائمة الدول الإفريقية من حيث عدد اللاعبين المشاركين في المونديال بـ31 لاعبًا، وهو رقم يعكس مدى تأثير الكرة المغربية على المستوى العالمي، بفضل أسماء بارزة كأشرف حكيمي (باريس سان جيرمان)، إبراهيم دياز ويوسف لخديم (ريال مدريد)، وأدم أزنو (بايرن ميونيخ)، ما يضع المملكة في المركز العاشر عالميًا، إلى جانب جنوب إفريقيا.
بعيدًا عن البعد الرياضي، تُمثل هذه البطولة فرصة استثنائية للوداد لتعزيز صورته العالمية، والانفتاح على سوق رياضية واقتصادية تتنامى في القارة الأمريكية، وسط حضور عمالقة اللعبة من أمثال ريال مدريد، باريس سان جيرمان، مانشستر سيتي وبايرن ميونيخ.
وتضم البطولة، التي تُقام لأول مرة بالنظام الموسّع بمشاركة 32 فريقًا موزعين على 8 مجموعات، منافسة محتدمة بين أبطال القارات، ما يجعل من مهمة الوداد صعبة، لكنها غير مستحيلة، خصوصًا مع التغييرات الجذرية في تركيبته البشرية والتقنية.
ويبقى السؤال الذي يشغل الجماهير: هل ينجح الوداد في كسر نحس الخروج المبكر، وكتابة اسمه أخيرًا في سجلّات المنتصرين في مونديال الأندية؟