قررت سلطات ولاية جهة طنجة تطوان الحسيمة منع جميع مظاهر الاحتفال بعيد الأضحى لهذه السنة، وذلك في إطار تفعيل التوجيهات الصادرة عن وزارة الداخلية، واستجابةً للنداء الملكي الداعي إلى تعليق شعيرة الأضحى نظراً للظروف المناخية والاقتصادية الصعبة التي تمر بها المملكة.
وقد جاء هذا القرار عقب اجتماع رسمي ترأسه والي الجهة، السيد يونس التازي، بحضور مسؤولي الإدارة الترابية، رؤساء الدوائر، وأعوان السلطة، حيث تم التأكيد على ضرورة تنزيل هذه التعليمات بشكل صارم في مختلف مناطق الإقليم، مع اتخاذ كافة التدابير لضمان احترام مقتضيات المنع.
ويشمل هذا القرار منع بيع الأضاحي بجميع أنواعها في الأسواق والمحلات التجارية، ومنع بيع الفحم والتبن، إضافة إلى حظر عملية شحذ السكاكين في الأزقة والشوارع، باعتبارها مظاهر تقليدية ترتبط بالاستعداد للعيد.
ويأتي هذا الإجراء الاستثنائي في سياق الجفاف الحاد الذي أثّر بشكل مباشر على القطيع الوطني، وفي ظل الجهود التي تبذلها الدولة لحماية الثروة الحيوانية وضمان استدامتها. كما يندرج القرار ضمن مسعى وطني شامل للتجاوب مع الأزمة البيئية وتداعياتها على الفلاحين والمستهلكين على حد سواء.
وكان الملك محمد السادس قد ناشد، في رسالة ملكية ألقاها وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الشعب المغربي بعدم إحياء شعيرة الأضحى هذا العام، مع تأكيد جلالته أن الأضحية ستُقام باسمه ونيابة عن الأمة المغربية، اقتداءً بالسنة النبوية الشريفة، وفي احترام لقيم التضامن والرحمة.
وتعتزم السلطات المحلية تعزيز مراقبتها للأسواق والأحياء، لمنع أي خروقات محتملة، مع دعوة كافة المواطنات والمواطنين إلى الانخراط الإيجابي في هذا القرار الوطني الاستثنائي، تفاديًا لأي تداعيات قد تُفاقم الوضع الاقتصادي والاجتماعي الراهن.
